responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 3  صفحه : 13

(ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [١] أي عاقبته ، وأصله من قول العرب : تأول الفتى إذا انتهى.

قال : الأعشى :

على أنّها كانت تأوّل حبها

تأوّل ربعي السقاب فأصحبا [٢]

يقول : هذا السجي لها فانقرت لها وابتغتها ، قال الله تعالى : (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) واختلف العلماء في نظم هذه الآية وحكمها.

فقال قوم : الواو في قوله (الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) واو العطف ، يعني أن تأويل المتشابه يعلمه الله ويعلمه الراسخون في العلم وهم مع علمهم يقولون : (آمَنَّا بِهِ).

وهو قول مجاهد والربيع ، ومحمد بن جعفر بن الزبير ، واختيار القتيبي قالوا : معناها يعلمونه و (يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ) فيكون قوله : (يَقُولُونَ) ، حالا والمعنى : الراسخون في العلم قائلين آمنّا به.

قال ابن المفرغ الحميري :

أضربت حبك من امامه

من بعد أيام برامه

الريح تبكي شجوها

والبرق يلمع في الغمامة [٣]

أراد والبرق لا معا في غمامه وتبكي شجوه أيضا ، ولو لم يكن البرق يشرك الريح في البكاء لم يكن لذكر البرق ولمعانه معنى.

ودليل هذا التأويل قوله : (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) [٤]. ثم قال : (لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ) [٥] الآية.

ثم قال : (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ) [٦] : أي والذين تبؤوا الدار ، ثم قال : (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ). ثم أخبر عنهم أنّهم (يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا) [٧] الآية.

ولا شك في أنّ قوله : (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ) عطف على قوله : (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ)


[١] سورة النساء : ٥٩.

[٢] الربعي : نتاج الربيع ، وأصحب الرجل : إذا بلغ ابنه ، والبيت في تفسير الطبري : ٣ / ٢٥٠.

[٣] تفسير القرطبي : ٤ / ١٧ ، واحكام القرآن للجصّاص : ٢ / ٧.

[٤] سورة البقرة : ١٧٧.

[٥] سورة الحشر : ٨.

[٦] سورة الحشر : ٩.

[٧] سورة الحشر : ١٠.

نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 3  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست