نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 3 صفحه : 124
الله صلىاللهعليهوسلم إلّا مرة أو مرتين. حتى عدّ سبع مرات. ما حدثت به. فقال
رجل فإني رأيتك دمعت عيناك. قال : هي رحمة رحمتهم إنهم كانوا مؤمنين فكفروا بعد
إيمانهم ، ثم قرأ (وَلا تَكُونُوا
كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا) إلى قوله (بَعْدَ إِيمانِكُمْ) ثم قال : هم الحرورية [١].
وروى قبيصة عن
جابر أن عمر بن الخطاب رضياللهعنه لما نزل بباب من أبواب دمشق يقال له الجابية ، حمد الله
فأثنى عليه بما هو أهله ثم قال : قام فينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم كمقامي فيكم ثم قال : «من سرّه بحبوحة الجنة فليلزم
الجماعة فإن الشيطان مع الفذ [٢] وهو من الاثنين أبعد» [٩٣] [٣].
(يَوْمَ تَبْيَضُّ
وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) ، (... يَوْمَ) نصب على الظرف ، أي في يوم ، وانتصاب الظرف على التشبيه
بالمفعول وقرأ يحيى بن وثّاب (تِبيض وتِسود). بكسر التاءين. على لغة تميم.
وقرأ الزهري : (تبياض
وتسواد). فأما الذين [اسوادت] [٤].
و [المعنى] [٥] تبيض وجوه
المؤمنين ، وتسود وجوه الكافرين. وقيل : يوم تبيض وجوه المخلصين ، وتسود وجوه
المنافقين.
وقال عطاء :
تبيض وجوه المهاجرين والأنصار ، وتسود وجوه قريظة والنضير. سعيد بن جبير عن ابن
عباس في قوله تعالى : (يَوْمَ تَبْيَضُّ
وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) قال : تبيض وجوه أهل السنة ، وتسود وجوه أهل البدعة.
الكلبي عن أبي
صالح عن ابن عباس قال : إذا كان يوم القيامة رفع لكل قوم مما كانوا يعبدونه فيسعى
كل قوم إلى ما كانوا يعبدون ، وهو قوله تعالى : (نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى)[٦] ، فإذا انتهوا إليه حزنوا فيسود وجوههم من الحزن. ويبقى
أهل القبلة واليهود والنصارى لم يعرفوا شيئا مما رفع لهم ، فيأتهم الله عزوجل فيسجد له من كان سجد في دار الدنيا مطيعا مؤمنا ، ويبقى
أهل الكتاب والمنافقون كأنهم لا يستطيعون السجود ثم يؤذن لهم فيرفعون رؤوسهم ووجوه
المؤمنين مثل الثلج بياضا ، والمنافقون وأهل الكتاب قيام كأن في ظهورهم السفافيد
فإذا نظروا إلى وجوه المؤمنين وبياضها حزنوا حزنا شديدا واسودت وجوههم فيقولون :
ربنا سوّدت وجوه من يعبد غيرك فما لنا مسودة وجوهنا فـ (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ)؟ فيقول الله للملائكة : انظروا (كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ).