نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 3 صفحه : 123
وعن عبد الله
بن عمر عن درة بنت أبي لهب قالت : جاء رجل إلى النبي صلىاللهعليهوسلم وهو على المنبر فقال : يا رسول الله من خير الناس؟ قال
: «آمرهم بالمعروف ، وأنهاهم عن المنكر ، وأتقاهم لله تعالى ، وأوصلهم لأرحامه»
[٨٩].
عن ابن عباس
قال : قلنا : يا رسول الله ، ما نعمل نأتمر بالمعروف حتى لا يبقى من المعروف شيء
إلّا ائتمرنا به ، وننتهي عن المنكر حتى لا يبقى من المنكر شيء إلّا انتهينا عنه ،
ولم نأمر بالمعروف ولم ننه عن المنكر ، فقال : «مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به ،
وانهوا عن المنكر وإن لم تنتهوا عنه كله» [٩٠] [١].
الشعبي عن
النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «مثل الفاسق في القوم كمثل قوم ركبوا سفينة فاقتسموها
فصار لكل إنسان منها نصيب فأخذ رجل منهم فأسا فجعل ينقر في موضعه ، وقال له أصحابه
: أي شيء تصنع ، تريد أن تغرق وتغرقنا؟ قال : هو مكاني ، فإن أخذوا على يده نجوا
ونجا وإن تركوه غرق وغرقوا» [٩١] [٢].
وقال علي بن
أبي طالب كرم الله وجهه : «أفضل الجهاد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشنآن
الفاسقين ؛ فمن أمر بالمعروف شدّ ظهر المؤمن ، ومن نهى عن المنكر أرغم أنف المنافق
، ومن شنأ المنافقين وغضب لله عزوجل غضب الله تعالى له» [٩٢].
وقال أبو
الدرداء : لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم سلطانا ظالما
لا يجلّ كبيركم ولا يرحم صغيركم ويدعو خياركم فلا يستجاب لهم ، ويستنصرون فلا
ينصرون ، ويستغفرون فلا يغفر لهم.
وقال حذيفة
اليماني : يأتي على الناس زمان لئن يكون فيهم جيفة حمار أحب إليهم من مؤمن يأمرهم
بالمعروف وينهاهم عن المنكر.
وقال الثوري :
إذا كان الرجل محبّبا في جيرانه محمودا عند القوم فاعلم أنه مداهن [٣].
(وَلا تَكُونُوا
كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا). الآية. قال أكثر المفسرين : هم اليهود والنصارى. وقال
بعضهم : هم المبتدعة من هذه الأمّة.
عن عبد الله بن
شدّاد قال : وقف أبو أمامة وأنا معه على رؤوس الحرورية بالشام عند باب حمص أو دمشق
فقال لهم كلاب النار ، كلاب النار. مرتين أو ثلاثة. شرّ قتلى تظل السماء وخير قتلى
قتلاهم. [قيل] : أشيء من قبل رأي رأيته أو شيء سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال : «إن هو من جل رأي رأيته ، إني إذن لجريء إن لم
أسمعه من رسول
[١] مجمع الزوائد :
٧ / ٢٧٧ ، والمعجم الصغير : ٢ / ٧٨ وفيهما : وإن لم تجتنبوه كله.