نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 3 صفحه : 121
جحش. ثم تتابع أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم إرسالا إلى المدينة ، فأقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم ينتظر أن يؤذن له في الهجرة إلى أن أذن ، فقدم المدينة
فجمع الله أهل المدينة أوسها وخزرجها بالإسلام ، وأصلح ذات بينهم بنبيه محمد صلىاللهعليهوسلم ، ورفع عنهم العداوة القديمة ، وألّف بينهم ، وذلك قوله
(وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ
اللهِ عَلَيْكُمْ) يا معشر الأنصار (إِذْ كُنْتُمْ
أَعْداءً) قبل الإسلام (فَأَلَّفَ بَيْنَ
قُلُوبِكُمْ) بالإسلام (فَأَصْبَحْتُمْ) : فصرتم ، نظيره قوله في المائدة : (فَأَصْبَحَ مِنَ الْخاسِرِينَ)[١] وقوله : (فَأَصْبَحَ مِنَ
النَّادِمِينَ)[٢] وفي حم السجدة (فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ
الْخاسِرِينَ)[٣] وفي الكهف : (أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها
غَوْراً)[٤].
(بِنِعْمَتِهِ) : بدينة الإسلام (إِخْواناً) في الدين والولاية ، نظيره قوله : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)[٥].
وعن أبي سعيد
مولى عبد الله بن عامر بن كريز عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا تناجشوا ،
وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ، ولا يحقره
التقوى هاهنا. وأشار بيده إلى صدره. حسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم» [٨٦] [٦].
أبو بردة عن
أبي موسى قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا» ، وشبك بين
أصابعه [٧].
الشعبي عن
النعمان بن بشير أنه قال للنبي صلىاللهعليهوسلم : المؤمنون كرجل واحد.
قال : «المؤمنون
كرجل واحد لجسد إذا اشتكى رأسه تداعى له سائره بالحمى والسهر» [٨٧] [٨].
(وَكُنْتُمْ) يا معشر الأوس والخزرج (عَلى شَفا حُفْرَةٍ
مِنَ النَّارِ). قال الراجز :
نحن حفرنا
للحجيج سجله
نابتة فوق
شفاها بقله
ومعنى الآية :
كنتم على طرف حفرة من النار ليس بينكم وبين الوقوع فيها إلّا أن تموتوا على كفركم
، (فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها) بالإيمان. قال : وبلغنا أنّ أعرابيا سمع ابن عباس وهو
يقرأ هذه