نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 568
٢ ـ في قوله
تعالى «قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا» فن يسمى التغاير ، وهو تغاير المذهبين ،
أما في المعنى الواحد بحيث يمدح إنسان شيئا أو يذمه أو يذم ما مدحه غيره ، أو بالعكس
أو يفضل شيئا على شيء ، ثم يعود فيجعل المفضول فاضلا ، والفاضل مفضولا. وقد تقدمت
الإشارة اليه مع ذكر نماذج منه. ونقول إن التغاير هنا المقصود مغايرتهم أنفسهم ،
فقد قالت قريش عن القرآن : «ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين» إنكارا منهم لغرابة
أسلوبه وما بهرهم من فصاحته. ويلزم هذا الكلام إقرارهم بالعجز عن محاكاته ، ثم
غايرت قريش نفسها فقالت قد سمعنا «لو نشاء لقلنا مثل هذا» ، ولو كان القولان في
وقت واحد لكان ذلك تناقضا ، وهو عيب ، ولم يعد في المحاسن ، لكن وقوعه في زمنين
مختلفين ووقتين متباينين اعتد من المحاسن ، ولذلك سمي تغايرا لا تناقضا.