نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 567
دار الندوة ـ وهي أول دار بنيت بمكة ـ ليثبتوك ، أي : يوثقوك ويحبسوك ، أو
يقتلوك كلهم قتلة رجل واحد ، أو يخرجوك من مكة (وَيَمْكُرُونَ
وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ) الواو استئنافية ، ويمكرون فعل مضارع ، والواو فاعل ،
ويمكر الله عطف ، والله مبتدأ ، وخير الماكرين خبره ، وسيأتي بحث هذا في باب
البلاغة(وَإِذا تُتْلى
عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا) الواو استئنافية ، وإذا ظرف مستقبل متضمن معنى الشرط ،
وجملة تتلى مضاف إليها الظرف ، وعليهم جار ومجرور متعلقان بتتلى ، وآياتنا نائب
فاعل ، وجملة قالوا لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم ، وجملة قد سمعنا مقول
القول (لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا
مِثْلَ هذا) لو شرطية ، ونشاء فعل الشرط ، واللام رابطة ، وجملة
قلنا لا محل لأنها جواب شرط غير جازم ، ومثل صفة لمفعول مطلق ، أي : قولا مثل هذا (إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ
الْأَوَّلِينَ) إن نافية ، وهذا مبتدأ ، وإلا أداة حصر ، وأساطير
الأولين خبر هذا.
البلاغة :
١ ـ يحتمل قوله
«ويمكر الله» أن يكون استعارة تبعية من إطلاق المكر على الرد ، لأنه لما كان معنى
المكر حيلة يجلب بها مضرة الى الآخرين ، وهو ما لا يجوز في حقه تعالى ، كان المراد
بمكر الله رد مكرهم ، أي عاقبته ووخامته عليهم. ويجوز أن يكون من باب المشاكلة ،
وقد تقدم نظيره ، كما تقدم الحديث عن هذا الفن ، أي : ان المراد بمكر الله
مجازاتهم على مكرهم بجنسه ، على سبيل المجاز المرسل ، والعلاقة السببية. ويحتمل أن
يكون الكلام استعارة تمثيلية ، بتشبيه حالة تعليل المسلمين في أعينهم الحامل لهم
على هلاكهم بمعاملة الماكر المحتال الذي يظهر خلاف ما يبطن.
نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 567