نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 56
جاءت «الغفور الرحيم» بعد ذكر الغفران ـ وهو لا يغفر لهم ـ فوجب أن تكون
الفاصلة كما وردت ، لأن الله سبحانه ممتنع عن القهر والمعارضة ، والعزيز هو
الممتنع ، ولا بد من أن يصف نفسه بعد وصفه بالعزة بالحكمة ، لأنه الحكيم الذي يضع
كل شيء موضعه.
طرفة الأصمعي :
وقد مرت معنا
في السابق طرفة الأصمعي ، وهي ما ذكره أنه كان يقرأ يوما فقرأ : «والسارق والسارقة
فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله غفور رحيم» وكان يسمعه أعرابي
، فاعترضه وغلّطه ، فراجع الأصمعي الآية ، فإذا بها «والله عزيز حكيم» ، فقال
للأعرابيّ : كيف عرفت ذلك؟ فقال : يا هذا عزّ فحكم فقطع ، ولو غفر ورحم لما قطع.
فدهش الأصمعي وأفحم.
وخفي هذا السر على أبي حيان :
وقد خفي سر هذا
الفن على أبي حيان ـ على جلالة قدره ـ فقال في «البحر» محاولا تعليل الاعتراض ما
نصه : «وقال أبو بكر ابن الأنباري : وقد طعن على القرآن من قال : إن قوله : «فإنك
أنت العزيز الحكيم» لا يناسب قوله : «وإن تغفر لهم» لأن المناسب «فإنك أنت الغفور
الرحيم». والجواب أنه لا يحتمل إلا ما أنزله الله تعالى ، ومتى نقل إلى ما قاله
هذا الطاعن ضعف معناه ، فإن ينفرد الغفور الرحيم بالشرط الثاني ولا يكون له بالشرط
الأول تعلّق.
وهو ما أنزله
الله تعالى وأجمع على قراءته المسلمون». ونقول : ولو
نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 56