نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 557
فما عليكم ـ والأمر بهذه المثابة ـ إلا توطين النفس على الإخلاص والتزهد في
زخارف الدنيا ، وعدم الاغترار بأباطيلها وأفاويقها ، وأن الله عطف على أنما
أموالكم وأولادكم ، وأن واسمها ، وعنده الظرف خبر مقدم ، وأجر مبتدأ مؤخر ،
والجملة خبر «أن» ، وفي هذا صارف لكم عن حب الدنيا وإيثارها على ما عند الله ، وهو
خير وأبقى. وفي هذا كله حث على اكتساب الأجر ، وحسن الأحدوثة ، وخلود الذكر.
(يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً) إن شرطية ، وتتقوا فعل الشرط ، ولكم جار ومجرور متعلقان
بيجعل ، وفرقانا مفعول به ، أي : نصرا يفرق بين الحق والباطل ، وبين الكفر بإذلال
مشايعيه ، والإسلام بتعزيز مناجديه ، أو منجاة من الشبهات التي تزيغ فيها الضمائر
، وتضل الأفهام ، وتعشو النواظر عن رؤية الحق.
هذا وقد اختلف
في «الفرقان» هنا ، فقال بعضهم : هو ما يفرق به بين الحق والباطل ، والمعنى أنه
يجعل لهم من ثبات القلوب ، وثقوب البصائر ، وحسن الهداية ، ما يفرقون به بينهما
عند الالتباس. وقيل :الفرقان المخرج من الشبهات ، والنجاة من كل ما يخافونه ، ومنه
قول الشاعر :
مالك من طول
الأسى فرقان
بعد قطين
رحلوا وبانوا
ومنه قول الآخر
:
وكيف أرجّي
الخلّ والموت طالبي
ومالي من كأس
المنية فرقان
نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 557