(يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ) لا ناهية ، وتخونوا مضارع مجزوم بلا الناهية ، والواو
فاعل ، ولفظ الجلالة مفعول به ، والرسول عطف على الله (وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ
تَعْلَمُونَ) الواو يجوز فيها أن تكون واو المعية ، فيكون «تخونوا»
منصوبا بأن مضمرة بعدها ، لأنها وقعت جوابا للنهي ، ويجوز أن تكون عاطفة فيكون «تخونوا»
مجزوما داخلا في حكم النهي. ولعل الثاني أولى ، لأن فيه النهي عن كل واحد على حدته
، بخلاف الأول ، فإن فيه النهي عن الجمع بينهما. ولا يترتب على النهي عن الجمع بين
الشيئين النهي عن كل واحد على حدته. وأماناتكم مفعول به على تقدير محذوف ، أي
أصحاب أماناتكم. وسيأتى بحث استعارة الخيانة في باب البلاغة ، وأنتم الواو للحال ،
وأنتم مبتدأ ، وجملة تعلمون خبر ، وجملة أنتم تعلمون حالية ، وحذف مفعول يعلمون
للعلم به ، أي تعلمون أن ما وقع منكم خيانة.
(وَاعْلَمُوا أَنَّما
أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) واعلموا عطف على مقدم ، وأنما كافة ومكفوفة ، وقد سدت
مسد مفعولي اعلموا ، ولذلك فتحت همزتها ، وسيأتي بحث فتح همزة إن وكسرها في باب
الفوائد ، وأموالكم مبتدأ ، وأولادكم عطف على «أموالكم» ، وفتنة خبر ، وجعل
الأموال والأولاد فتنة لأنهم سبب الوقوع في الفتنة ، وهي الإثم والعذاب ، أو محنة
وابتلاء من الله ليسبر ، غوركم ، ويكتنه حقيقتكم ،
نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 556