نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 506
(وَلَوْ كُنْتُ
أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ) الواو استئنافية ، ولو شرطية ، وكان واسمها ، وجملة
أعلم خبرها ، والغيب مفعول به ، ولا ستكثرت اللام واقعة في جواب لو ، واستكثرت فعل
وفاعل ، ومن الخير جار ومجرور متعلقان باستكثرت ، والجملة لا محل لها (وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ) الواو عاطفة ، وجملة ما مسني السوء عطف على استكثرت ،
وما نافية (إِنْ أَنَا إِلَّا
نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) إن نافية ، وأنا مبتدأ ، وإلا أداة حصر ، ونذير خبر ،
وبشير عطف على نذير ، ولقوم جار ومجرور متعلقان بنذير وبشير ، وجملة يؤمنون صفة
لقوم.
البلاغة :
في قوله تعالى
: «يسألونك كأنك حفيّ عنها» نوع من التكرير لم يدونه علماء البلاغة في معرض حديثهم
عن التكرير ، وهو أن الكلام إذا بني على مقصد ما ، واعترض في أثنائه عارض ، فأريد
الرجوع لتتميم المقصد الأول ، وقد بعد عهده ، طرّي بذكر المقصد الأول ، لتتصل
نهايته ببدايته ، وقد تقدمت اليه الإشارة ، وهذا منها. فإنه لما ابتدأ الكلام
بقوله : «يسألونك عن الساعة أيان مرساها» ثم اعترض ذكر الجواب المضمن في قوله : «قل
إنما علمها عند ربي» الى قوله «بغتة» أريد تتميم سؤالهم عنها بوجه من الإنكار
عليهم ، وهو المضمن في قوله : «كأنك حفيّ عنها» وهو شديد التعلق بالسؤال ، وقد بعد
عهده ، فطرّي ذكره تطرية عامة ، ولا نراه أبدا يطرّي إلا بنوع من الإجمال ،
كالتذكرة للأول مستغني عن تفصيله بما تقدم ، فمن ثم قيل : «يسألونك» ولم يذكر
المسئول عنه ـ وهو الساعة ـ اكتفاء بما تقدم. فلما كرر السؤال لهذه الفائدة كرر
الجواب أيضا مجملا فقال : «قل إنما علمها عند الله».
نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 506