نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 216
البلاغة :
في الآية
التشبيه التمثيلي ، وقد سبقت الاشارة إليه كثيرا. وإن وجه الشبه فيه صورة منتزعة
من متعدّد ، وهذا مثل ضربه الله تعالى لحال المؤمن والكافر ، فبّين أن المؤمن
المهتدي بمنزلة من كان ميتا فأحياه وأعطاه نورا يهتدي به في مصالحه ، وإن الكافر
بمنزلة من هو في الظلمات منغمس فيها ، ولم تأتلف هذه الأجناس المختلفة للتمثيل ،
ولم تتصادف هذه الأشياء المتباينة على حكم المشبه ، إلا لأنه لم يراع ما يحضر
العين ، ولكن ما يستحضر العقل ، ولم يعن بما تنال الرؤية بل بما تعلق به الرّويّة.
ونحن نعتقد أن ما ورد في القرآن من أمثال هو عام بحق كل إنسان في مختلف ظروفه
وأحواله ، وهو الصحيح الذي يتناسب مع مدلول الهداية التي جاء بها القرآن ، ولكن
المفسرين ، رحمهم الله ، يتوسعون ، فيجعلون لكل آية مناسبة تتعلق بها ، وليس ثمة
مانع من ذلك ما دامت أحوال الناس متناسبة متشابهة في مختلف ظروف الزمان والمكان.
وقد ذكر غير واحد منهم أن في الآية رجلين معنيين ، الأول هو حمزة بن عبد المطلب
عمّ النبي صلى الله عليه وسلم ، والثاني هو أبو جهل بن هشام. ويوردون قصة طريقة لا
بأس بإيرادها ، وخلاصتها أن أبا جهل رمى النبي صلى الله عليه وسلم بفرث ، فأخبر
حمزة بما فعل أبو جهل ـ وكان حمزة قد رجع من صيد ، وبيده قوس ، وحمزة لم يؤمن بعد
ـ فأقبل حمزة غضبان حتّى علا أبا جهل ، وجعل يضربه بالقوس ، وجعل أبو جهل يتضرّع
إلى حمزة ويقول : يا أبا يعلى! أما ترى ما جاء به؟ سفّه عقولنا وسبّ آلهتنا وخالف
آباءنا! فقال حمزة : ومن أسفه منكم عقولا؟ تعبدون الحجارة من دون الله! أشهد أن لا
إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله. فأسلم حمزة يومئذ.
نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 216