(وَلا تَسُبُّوا
الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) كلام مستأنف مسوق للنهي عن أمر هو واجب في حد ذاته ،
ولكنه يؤدّي إلى سبّ الله تعالى ، فلذلك جرى النهي عنه ، ورب طاعة جرت إلى معصية.
ولا ناهية ، وتسبوا فعل مضارع مجزوم بها ، والواو فاعل ، والذين اسم موصول في محل
نصب مفعول به ، وجملة يدعون صلة الموصول ، ومن دون الله جار ومجرور متعلقان بمحذوف
حال (فَيَسُبُّوا اللهَ
عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ) الفاء هي السببية ، ويسبوا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة
بعدها ، لأنها مسبوقة بالنهي ، أي : لا تسبوا آلهتهم فقد يترتب على ذلك ما تكرهون
من سب الله. ويجوز أن تكون الفاء عاطفة ، ويسبوا معطوفة على تسبوا ، ولفظ الجلالة
مفعول به ، وعدوا منصوب على المصدر لأنه مرادفه ، ويصح أن يكون مفعولا لأجله ، أي
: لأجل الاعتداء ، ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال ، لأن السب لا يكون إلا
عدوا. وبغير علم جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال مؤكدة (كَذلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ
عَمَلَهُمْ) كذلك الجار والمجرور نعت لمصدر محذوف ، أي : زينا
لهؤلاء أعمالهم تزيينا مثل تزييننا لكل أمة عملهم ، وزينا فعل وفاعل ، ولكل أمة
جار ومجرور متعلقان بزينا ، وعملهم مفعول به ، والجملة نصب على الحال (ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ
فَيُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) ثم عاطفة للترتيب مع التراخي ، والعطف على محذوف تقديره
: فأتوه ، وإلى ربهم جار ومجرور متعلقان بمحذوف
نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 195