نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 156
أفل في محل جر بالإضافة ، أو لا محلّ لها ، وجملة قال جواب شرط غير جازم ،
وجملة لا أحب الآفلين في محل نصب مقول القول ، وإنما قال ذلك لأن الربّ لا يجوز
عليه التغير والانتقال (فَلَمَّا رَأَى
الْقَمَرَ بازِغاً قالَ هذا رَبِّي) الفاء عاطفة ، وبازغا حال ، لأن الرؤية بصرية ، وهذا
مبتدأ ، وربي خبره ، والجملة في محل نصب مقول القول وجملة قال هذا ربي لا محل لها
لأنها جواب شرط غير جازم (فَلَمَّا أَفَلَ قالَ
: لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ) اللام موطئة للقسم ، وإن شرطية ، ولم حرف نفي وقلب وجزم
، ويهدني فعل مضارع مجزوم بلم ، والنون للوقاية ، والياء مفعول به ، وربي فاعل ،
واللام جواب القسم ، وجملة أكوننّ جواب القسم لا محل لها ، ومن القوم جار ومجرور
متعلقان بمحذوف خبر أكونن ، والضالين نعت (فَلَمَّا رَأَى
الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ : هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ) تقدم إعرابها ، وجعل المبتدأ نظير الخبر وإن كانت
الاشارة الى الشمس لكونهما عبارة عن شيء واحد ، ولصيانة الربّ عن شبهة التأنيث ،
ألا تراهم قالوا في صفته :علام ، ولم يقولوا : علامة ، وإن كان علّامة أبلغ
احترازا من علامة التأنيث ، وسيأتي مزيد من هذا البحث في باب الفوائد (فَلَمَّا أَفَلَتْ قالَ يا قَوْمِ
إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) مما جار ومجرور متعلقان ببريء ، وما مصدرية أي بريء من
اشراككم ، ويجوز أن تكون موصولة ، أي من الذي تشركونه مع الله في عبادته ، فحذف
العائد. ويلاحظ أن إبراهيم عليه السلام احتجّ على قومه بالأفول دون البزوغ ، مع أن
كليهما يفيد الانتقال من حال إلى حال ، لسرّ دقيق وهو أن الأفول انتقال مع الخفاء
والانطماس ، والبزوغ انتقال مع الظهور والسطوع والائتلاق.
نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 156