نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 14
على اتقوا ، وعملوا الصالحات عطف على ما تقدم أيضا (ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ
اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا) عطف أيضا ، وسيأتي سر التكرير البديع في باب البلاغة(وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) الواو استئنافية ، والله مبتدأ ، وجملة يحب خبر ،
والمحسنين مفعول به.
البلاغة :
تقدم البحث في
التكرار أو التكرير ، وهما مصدران لكرّر المضعفة ، وقلنا : إن حده أن يكرر الكاتب
أو الشاعر الكلمة أو الكلمتين فصاعدا ، لتأكيد ما يتحدث عنه ، ليزداد رسوخا في
الذهن ، أو لغرض آخر. وفي هذه الآية يحتمل أن يكون التكرار إشارة إلى العلاقات
التي يرتبط بها الإنسان في حياته ، وهي : علاقة الإنسان بنفسه ، وعلاقة الإنسان
بغيره ، وعلاقة الإنسان بربه ، ولذلك عقّب عليها بالإحسان في الكرة الثالثة ،
ويحتمل أن يكون إشارة إلى مراحل العمر الثلاث التي يجتازها الإنسان في رحلته
الحياتية ، وهي : مرحلة البدء بالحياة ، ومرحلة الوسط في العمر ، ومرحلة المنتهى.
ولعل الاحتمالين مرادان في هذا التكرار البديع ، زيادة في التقوى والتجمّل وإقامة
الموازين القسط في جميع مراحل حياته وحالاته الثلاث ، وسيأتي من التكرير في هذا
الكتاب ما يسحر الألباب ، واستمع الى قول البحتري متغزّلا :
ويوم تثنّت
للوداع وسلّمت
بعينين موصول
بلحظهما السحر
توهمتها ألوى
بأجفانها الكرى
كرى النوم أو
مالت بأعطافها الخمر
نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 14