فجاءوا بهذه الدواة، فوضع أبي فيها الملعقة، و حملها، و الجامة في كمه، و انصرفنا.
فقال له المتوكل: جامة تكون هذه ملعقتها، يجب أن تكون عظيمة القدر، فبحياتي، ما كان من أمر الجامة؟ فاضطرب[99]، و امتنع امتناعا عظيما، إلى أن أحلفه مرارا بحياته.
فقال: أعلم، إذا قلت أيّ شيء كانت، طالبتني بها، فدعني أمضي، و أجيء بها، و أتخلّص منك دفعة واحدة.
فقال: افعل.
قال: و مضى، فلم يهن المتوكل الجلوس، و لم يأخذه القرار، حتى جاء بختيشوع، و أخرج من كمّه جامة، على قدر الزبديّة [2] ، أو الجامة اللطيفة، من ياقوت أصفر، فوضعها بين يديه.