نام کتاب : نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة نویسنده : التنوخي، محمد بن علي جلد : 8 صفحه : 144
فما سمع برقعة أولى منها، و هي في غاية الحسن، و نسختها:
قد فتحت للمظلوم بابك، و رفعت عنه حجابك، فأنا أحاكم الأيام إلى عدلك، و أشكو صرفها إلى عطفك، و أستجير من لؤم غلبتها، بكرم قدرتك، فإنها تؤخّرني إذا قدّمت، و تحرمني إذا قسمت، فإن أعطت، أعطت يسيرا، و إن ارتجعت، ارتجعت كثيرا، و لم أشكها إلى أحد قبلك، و لا أعددت للإنصاف منها إلاّ فضلك، و دفع ذمام المسألة، و حقّ الظلامة، و حقّ التأميل، و قدم صدق الموالاة و المحبّة، و الذي يملأ يدي من النصفة، و يسبغ العدل عليّ، حتى تكون محسنا إليّ، و أكون بك للأيام معديا، أن تخلطني بخواصّ خدمك الذين نقلتهم من حال الفراغ إلى الشغل، و من الخمول إلى النباهة و الذكر، فإن رأيت أن تعديني، فقد استعديت، و تجيرني فقد عذت بك، و توسع عليّ كنفك، فقد أويت إليه، و تعمّني بإحسانك، فقد عوّلت عليه، و تستعمل يدي و لساني، فيما يصلحان لخدمتك فيه، فقد درست كتب أسلافك، و هم الأئمة في البيان، و استضأت بآرائهم، و اقتفيت آثارهم، اقتفاء حصّلني بين وحشيّ الكلام و أنيسه [56]، و وقفني منه على جادّة متوسطة، يرجع إليها الغالي، و يسمو نحوها المقصّر، فعلت، إن شاء اللّه [1] .