لما ولي القاسم [2] الوزارة [3] بعد موت أبيه، و دخل داره، وقفت في صحن الدار، لينصرف الناس، و دخل هو ليستريح، فيخرج للناس، فلا أنسى هيبتي عند غلمانه، حيث دخلت عليه، فلم أمنع، فوجدته قد صلّى و سلّم، و هو يدعو اللّه في خلوته، و ليس بحضرته أحد، فلما رآني، قام إليّ، فانكببت على رجله.
فقال لي: يا سيدي، يا أبا إسحاق، أنت أستاذي، و هذا الذي أعتقده في إكرامك، و كان في نفسي أن أعاملك[به]قبل أن تشرّفني عند حضور الناس، و توقير مجلس الخلافة، و إذا فعلت ذلك، فهو حقّك عليّ، و إذا لم أفعله، فهو نقص حق العلم و العمل.
قال: ثم ما أنكرت منه شيئا في عشرة، و لا مخاطبة، عما كان يعاملني به، إلى أن مات [4] .
فرج المهموم في تاريخ علماء النجوم 166
[1] أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن السري بن سهل النحوي الزجاج: ترجمته في حاشية القصة 1/146 من النشوار.
[2] القاسم بن عبيد اللّه بن سليمان بن وهب، وزير المعتضد و المكتفي: ترجمته في حاشية القصة 1/31 من النشوار.