و قد كانوا يمخرقون بالمهديّ [2] ، و يوهمون أنّه صاحب المغرب [3] ، و يراسلون إسماعيل بن محمد [4] ، صاحب المهدية المقيم بالقيروان [5] .
و مضت منهم سريّة مع الحسن بن أبي منصور بن أبي سعيد [6] في شوّال سنة ستين و ثلاثمائة [7] ، فدخلوا دمشق [8] في ذي القعدة من هذه السنة، فقتلوا خلقا، ثم خرجوا إلى مكّة [9] فقتلوا، و استباحوا.
و أقاموا الدعوة للمطيع للّه [10] ، في كل فتح فتحوه، و سوّدوا أعلامهم، و رجعوا عما كانوا عليه من المخرقة ضرورة.
[1] أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام: شهيد كربلاء، سبط النبي، سيد شباب أهل الجنة، ولد سنة 4 و قتل بكربلاء سنة 61 (الأعلام 2/263) .
[2] قوله يمخرقون بالمهدي: يزعمون أن المهدي صاحبهم، و أنهم أنصاره و أتباعه.
[4] أبو طاهر، المنصور الفاطمي، إسماعيل بن محمد بن عبيد اللّه المهدي، ثالث خلفاء الدولة العبيدية الفاطمية، ولد بالقيروان سنة 302 و توفي سنة 341 (الأعلام 1/321) .
[5] القيروان: كانت من أعظم مدن المغرب، مصرت في الإسلام، مصرها عقبة بن نافع (معجم البلدان 4/212) .
[6] الحسن بن أحمد بن أبي سعيد الحسن بن بهرام الجنابي القرمطي، الملقب بالأعصم: من أمراء القرامطة، ولد بالأحساء سنة 278 و استولى على الشام سنة 357 و زحف إلى مصر و حاصرها، و توفي بالرملة سنة 366 (الأعلام 2/193) .
[7] المدون في التاريخ أن ذلك كان سنة 357، راجع تجارب الأمم 2/254.
[8] دمشق: قصبة الشام، جنة الأرض، قال الخوارزمي: جنان الدنيا أربع: غوطة دمشق، و صغد سمرقند، و شعب بوان، و جزيرة الأبلة، و قد رأيتها كلها، و أفضلها دمشق، فتحها المسلمون سنة 14 (معجم البلدان 2/587) .
[9] مكة: بيت اللّه الحرام، سميت مكة لازدحام الناس فيها (معجم البلدان 4/616) .
[10] في المنتظم 7/53 ان الخطبة في موسم الحج بمكة أقيمت للمطيع للّه، ثم للهجريين، يعني القرامطة من بعده.
نام کتاب : نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة نویسنده : التنوخي، محمد بن علي جلد : 4 صفحه : 170