نام کتاب : نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة نویسنده : التنوخي، محمد بن علي جلد : 2 صفحه : 284
فحين اجتمعنا تخارجنا في الكلام، إلى أن قلت له: أ تظنّ أنّي لا أعرف أباك، و أنّه كان راجلا [1] على باب ديوان الضياع، برزق دينارين في الشهر.
قال: و كان اجتماعنا في أوّل يوم من شهر رمضان، فلم ينته الكلام إلى فصل، و جاءت المغرب [2] ، فقام شاكر ليركب، و أسد معه، فجلست أنا.
فقالا: لم تجلس؟ فقلت: أنا لا أخالف أمر الوزير، و لا أبرح إلاّ بفصل، أو بالمال.
فقال شاكر لأسد: اجلس معه و لا تبرح.
و قال لي: لو لا أنّ قعودي معكما لا فائدة فيه، و يضرّني، لقعدت، و اعتذر إليّ، فعذرته، و انصرف.
و قمت أنا إلى موضع من الجامع، يقال له قبّة خالد، فجلست عنده أصلّي، و جلس أسد مكانه، و أنفذ إلى داره يستدعي الإفطار، و أنفذت إلى داري، فجاء طعامه و طعامي معا.
فقام إليّ، و سألني أن أجعل إفطاري معه، [و فرغ الجامع إلا من أصحابنا] [3] ، و بسطت سفرته، و أصلحت مائدته.
و أقبل أسد يسألني المجيء إليه، و أنا أمتنع، إلى أن حلف، و كنت أعرف بخله.
فقلت لغلماني: أخرجوا طعامنا فصدّقوا [4] به، على من حوالي الجامع، ففعلوا.
[1] الراجل و جمعه رجالة: من الجند و يستخدمون في جباية الضرائب و تنفيذ أوامر المستحثين و المستخرجين في استحصال الديون الأميرية، راجع القصة 1/120 من النشوار و قد ورد فيها «يخرج المستخرج فيبث الفرسان و الرجالة و المستحثين... الخ» .