و أخرجني ابن الفرات في سنة تسع و تسعين [2] ، أنظر في أمر إصلاح الطريق و نفقات الموسم [3] ، و سبّب لذلك مالا على الكوفة، و أسد بن جهور عاملها [4] .
فلما جئتها، و كان لي صديقا، تأخّر عن قصدي، فتأخّرت عنه أيضا، فولّد بيننا ذلك وحشة، فاستقصيت عليه في المطالبة بالمال، و تقاعد بي، فصارت مكاشفة.
فكتبت إلى الوزير أحرّضه عليه، و كتب يتشكّاني[165 ب]، فوردت [192 ط]الكتب إلى شاكر الإسحاقي، و هو أمير الكوفة [5] ، أن يجمع بيننا في المسجد، و لا يبرح، و لا ينفصل، أو يرضيني بالمال.
فركبت، و جئت إلى باب الإسحاقي، و لم أدخل، و عرّفته ما ورد، و انّني متوجه إلى الجامع.
فركب و لحقني، و قال: ورد عليّ مثل هذا.
فقلت: تحضر أسد، فركب إليه، فأحضره.
[1] أبو بكر الأزرق يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول التنوخي.