نام کتاب : نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة نویسنده : التنوخي، محمد بن علي جلد : 1 صفحه : 340
180 كلب يكشف عن قاتل سيده
و منها [1] : إنّ مبشّر الرومي، مولى أبي، حدّثني: إنّه سمع مولى كان له قبل أبي، يعرف بأبي عثمان، زكريّا المدنيّ، و يقال له: ابن فلانة، و كان هو تاجرا جليلا، عظيما، كثير المال، مشهورا بالجلالة، و الثقة، و الأمانة، يحدّث:
إنّه كان في جواره ببغداد، رجل من أصحاب العصبيّة، يلعب بالكلاب.
فأسحر يوما في حاجة، و تبعه كلب كان يختصّه من كلابه، فردّه، فلم يرجع، فتركه.
و مشى، حتى انتهى إلى قوم كانت بينه و بينهم عداوة، فصادفوه بغير حديد [2] ، فقبضوا عليه، و الكلب يراهم، فأدخلوه، فدخل معهم، فقتلوه، و دفنوه في بئر في الدار، و ضربوا الكلب، فسعى، و خرج و قد لحقته جراحة، فجاء إلى بيت صاحبه يعوي، فلم يعبئوا به.
و افتقدت أمّ الرجل، ابنها، يومه و ليلته، فتبيّنت الجراحة بالكلب، و أنّها من فعل من قتل ابنها، و أنّه قد تلف، فأقامت عليه المأتم، و طردت الكلاب عن بابها.
فلزم ذلك الكلب الباب، و لم ينطرد، فكانوا يتفقّدونه في بعض الأوقات.
فاجتاز يوما، بعض قتلة صاحبه بالباب، و هو[99 ط]رابض، فعرفه الكلب، فخمش ساقه، و نهشه، و علق به.