فكلمّا قال الرجل: هذا لصّ، فيقول الجيران: إنّما يريد أن لا يفضح[نفسه] [2] بالقمار، فقد ادّعى عليه اللصوصيّة، و لا يشكّون أنّه مقامر، و أن الرجل صادق، و يخلّصون بينهما، ثم يأخذ الجوز و ينصرف، [و يفتضح الرجل بين جيرانه] [3] .
إنّه شاهد آخر، كان يدخل الدار الآهلة[نهارا] [5] ، و يعتمد التي فيها النساء، و رجالهم خارجون.
فإن تمّت له الحيلة، و أخذ منها شيئا، انصرف.
و إن فطن له، و جاء صاحب الدار، أو همه أنّه صديق زوجته، و أنّه من بعض غلمان القوّاد، و يقول له: استر عليّ هذا عند صاحبي، و على نفسك، و يتزيّا بالأقبية [6] ، يوهم الرجل أنّه لا يمكنه رفعه إلى السلطان
[1] الصحيح: ضغوت، من الضغو، يقال ضغا المقامر: إذا امتنع عن أداء ما خسره، و العامة في بغداد الآن يقولون عن المقامر إذا ضغا: زاغل، يزاغل، و هي محرفة عن ضغا، يضغو.