responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 96

شجو العاشق‌

يقال للعاشق هو أسخن عينا ممن بات بين قبرين، و أسوأ حالة ممن طوى يومين و ليلتين، ذكر أعرابي عاشقا فقال:

يثني طرف عين قد قرّحت مآقيها # و يحنو على كبد قد أعيت مداويها [1]

شكوى أحد المتحابين مقاساة شدّة من صاحبه‌

كان بعض القسس يمر فسمع كلاما خفيا من زقاق فإذا جارية تشكو إلى صديق لها ما لقيت فيه فقالت: أوعدوني و ضربوني و مزّقوا ثيابي و فعلوا و صنعوا و هو ساكت لا يتكلم فقال القسيس خذوه فأخذ و خلى عن المرأة ثم قال للرجل: إنّها تقص عليك ما لاقت فيك فلم كنت ساكتا؟فقال: أصلحك اللّه لم ألق فيها شكوى و لم أكذب فأمر به فضرب خمسين درة و قال: ارجع فاشك إليها ما لاقيته فيها. قال المجنون:

أعدّ الليالي ليلة بعد ليلة # و قد عشت دهرا لا أعدّ الليالي‌

الخجل ممّن حصل منه اليأس‌

قال بعضهم:

و أني لا يغول النأي ودّي # و لو كنا بمنقطع التراب‌

قال المتنبّي:

أحنّ إلى أهلي و أهوى لقاءهم # و أين من المشتاق عنقاء مغرب‌ [2]

إظهار التشوق في القرب و البعد

كتب عبد اللّه بن عباس إلى أحمد بن يوسف: جعلت فداك لا أدري كيف أصنع أغيب فاشتاق ثم نلتقي فلا أشتفي يجدد لي اللقاء الذي يدفع به الشقاء حرقة مثل لوعة الفرقة. سأل المهدي عن أنسب بيت فقيل له:

و ما ذرفت عيناك إلا لتضربي بي # بسهميك في أعشار قلب مقتّل‌ [3]

فقال هذا أعرابي قح، فقيل:

أريد لأنسى ذكرها فكأنّما # تمثل لي ليلى بكلّ سبيل‌

فقال: ما هذا بشي‌ء و لم يريد أن ينسى ذكرها؟فقيل قول الأحوص:

إذا قلت أني مشتف بلقائها # فحم التّلاقي بيننا زادني وجدا


[1] قرّحت: جرحت-المآقي: مجاري الدمع من العين.

[2] عنقاء مغرب: طائر مجهول لم يوجد كناية عن بطلان الشي‌ء.

[3] بسهميك: أي بسهمي عينيك.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست