قال أبو تمّام:

أ ليس دمعي و فرط شوقي # و طول سقمي شهود حبّي‌

و في كتاب التمليّ في أخبار العشاق قال رجل لامرأة: أنا و اللّه أحبك، فقالت: ما حجتك؟ تدفعين لي قفيز [1] دقيق فأعجنه بدمع عيني. قالت: فالخبز لمن؟قال: في حرام عشق لا يساوي أرغفة، فضحكت منه و واصلته.

ما قيل فيمن يتباكى‌

قال المتنبّي:

إذا اشتبهت دموع في خدود # تبيّن من بكى ممّن تباكى‌ [2]

قال ديك الجن:

و قائلة و قد بصرت بدمع # على الخدّين منحدر سكوب

أ تكذب في البكاء و أنت خلو # قديما ما جسرت على الذنوب‌ [3]

قميصك و الدموع تجول فيه # و قلبك ليس بالقلب الكئيب

شبيه قميص يوسف حين جاءوا # على لباته بدم كذوب‌

(6) و ممّا جاء في الشوق و الحنين و النحول‌

احتراق القلب و حصول نار فيه‌

قال أبو الطمحان:

هل الوجد إلا أن قلبي لو دنّا # من الجمر قيد الرمح لاحترق الجمر

قال العباس:

يا قابس النار قد أعيت قوادحه # اقبس إذا شئت من قلبي بمقباس‌ [4]

قال الخبزارزي:

بقلبي جمر من هواه فإن أكن # شكوت فهذا الوجد من ذلك الجمر

و قال:

و حقّ الهوى إنّي أحسّ من الهوى # على كبدي جمرا و في أعظمي رضّا

[1] قصير دقيق: خبز غير مأدوم.

[2] تباكى: تظاهر بالبكاء (صيغة تفاعل) .

[3] الخلو: السالي الذي يخلو قلبه من لواعج الهوى.

[4] قبس النار: أوقدها.