رحلت و ما علمت بأنّ قلبي # على بعض الزوامل في الرحال [3]
و قال آخر:
لئن بعدت عنك أجسادنا # لقد سافرت معك الأنفس
قال السلامي:
ما تنشدون و قلبي في رحالكم # هو الصواع و بعض العير سرّاق [4]
قال أبو تمّام:
تكاد تنتقل الأرواح لو تركت # من الجسوم إليها حين تنتقل
من ارتحل فخلّف قلبه عند حبّه.
قال الخبزارزي:
أنا غائب و القلب عندك حاضر # سافرت عنك و ما الفؤاد مسافر
و قال آخر:
و إن يرتحل جسمي مع الركب مكرها # يقم عنده قلبي و أمضي بلا قلب
قال المتنبّي:
فجد لي بقلب إن رحلت فإنّني # أخلف قلبي عند من فضله عندي [5]
و لو فارقت جسمي إليك حياته # لقلت أصابت غير مذمومة العهد
شدّة الفرقة
قيل لبعض الصوفية: لم تصفرّ الشمس عند الغروب؟فقال: خوفا من الفراق و به ألم. قال الأستاذ الرئيس:
لا تركننّ إلى الودا # ع و إن سكنت إلى العناق
[1] العارية: ما تملك منفعته بغير ضرّ-استردّت: استرجعت.
[2] ابن الحجّاج: شاعران هما: عبد اللّه بن الحجاج الثعلبي، من صعاليك شعراء العرب. اشتهر بشجاعته و تأييده عبد اللّه بن الزبير. مات سنة (719 م) ، و الآخر من شعراء بغداد الذين اشتهروا بالغزل و المجون، و مات سنة (1001 م) .
[3] الزوامل: جمع الزاملة و هي الدّابة من الإبل و غيرها يحمل عليها.