responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 654

و قال:

نزلنا مكرهين بها فلمّا # ألفناها خرجنا مكرهينا

و ما حبّ البلاد بنا و لكن # أمرّ العيش فرقة من هوينا

الحنين إلى البادية و التبرّم بالحاضرة

قال بعض الأعراب المتوجهين إلى خراسان في زمن عثمان رضي اللّه عنه يقول:

بلغت إلى حلوان و القلب نازع # إلى أهل نجد أين حلوان من نجد

لجثجاث أرض حين يضربه الندى # أحب و أشهى عندنا من جنى الورد [1]

قيل لزينب أم حسانة الضبية و هي قاعدة على حافة بركة في وسط رياض و أزاهر: أ ما ترين حسن هذا المكان؟فأطرقت ساعة و قالت:

أقول لأدنى صاحبي أسرّه # و للعين دمع يحدر الكحل ساكبه‌ [2]

أحبّ إلينا من صهاريج ملئت # للعب و لم تملح إليّ ملاعبه‌ [3]

فيا حبّذا نجد و طيب هوائه # إذا أهضبته بالعشيّ هواضبه‌ [4]

و ريح صبا نجد إذا ما تنسّمته # ضحى و سرت جنح الظلام خبائبه‌ [5]

فأقسم لا أنساه ما دمت حيّة # و ما دام ليل عن نهار يعاقبه

و لا زال هذا القلب مسقيّ لوعة # بذكراه حتّى يترك الماء شاربه‌

الحنين إلى منزل لا يرجى لحوقه‌

و قال لرجل من بني طهم:

أحنّ إلى نجد و إني لآيس # طوال الليالي من قفول إلى نجد

و قال:

يقرّ بعيني أن أرى رملة الفضا

و قال آخر:

فلست و إن أحببت من يسكن الفضا # بأول راج راحة لا ينالها

و قال المتنبّي:

أحنّ إلى أهلي و أهوى لقاءهم # و أين من المشتاق عنقاء مغرب‌ [6]


[1] الجثجاث: لعلها لجثيث و هو غسيل النخل-الندى: الطلّ.

[2] يحدر الكحل: يسبله و يجعله ينحدر.

[3] الصهاريج: أحواض الماء.

[4] أهضبته الهواضب: نزلت فيه الأمطار أو دفعات المطر.

[5] الصبا: ريح لينة مهبّها من جهة الشرق-الخبائب: جمع خبيبة و هي الشريحة من اللحم.

[6] عنقاء مغرب: العنقاء طائر لم يوجد، و قوله: عنقاء مغرب كناية عن استحالة الشي‌ء و بطلانه.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 654
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست