responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 586

القرية: ائته بالماء.

و قال ابن يزيد لشراعة: ما تقول في الماء؟قال: هو الحياة و يشركني فيه الحمار، و قيل: ليس للماء قيمة لأنه لا يباع إذا وجد و لا يبتاع إذا فقد، و سمي الماء نفسا في قوله:

أ تجعل النفس التي تدير # في مسك شاة ثم لا تسير

و وصفه آخر فقال: هو مزاج الروح و صفاء النفس و قوى البدن، و من فضيلته أن كل شراب و إن رقّ و صفا و عذب و حلا فليس يعوّض منه بل يطيب بممازجته و يعذب بمخالطته.

قيل للنظام: ما لون الماء؟قال: لون إنائه و إذا بعد قعره تصوّر أسود. و قيل: الماء من جنس الهواء و كل واحد منهما يستحيل إلى الآخر لما بينهما من المناسبة و لا لون لهما.

و قيل: بعث ملك الروم إلى معاوية بقارورة فقال: اجعل فيها من كل طعام و شراب شيئا فلم يدر، فقال ابن عباس: اجعل فيها الماء، فإن اللّه تعالى يقول: وَ جَعَلْنََا مِنَ اَلْمََاءِ كُلَّ شَيْ‌ءٍ حَيٍّ [1] ، فلما أتى به ملك الروم، قال: هذا فعل رجل من بيت النبوة. و قال اللّه تعالى: فِيهََا أَنْهََارٌ مِنْ مََاءٍ غَيْرِ آسِنٍ [2] فلم يذكره بأكثره مما في خليقته من السلامة من التغير الداخل عليه. و قال تعالى: هََذََا عَذْبٌ فُرََاتٌ سََائِغٌ شَرََابُهُ [3] ، و هذا ملح أجاج.

قال شاعر:

مواقع الماء من ذي غلّة صادي‌ [4]

و قال بعض البلغاء في وصفه: و ما ظنكم بشراب إذا ملح و خبث أنبت العنبر و ولد القار، و الماء لا يغذو و لا يرى من اغتذى به، و استدلوا على ذلك بأن لك سيّال إذا طبخ انعقد إلا الماء. و على قياسه قالوا: لا ينعقد في الجوف إذا طبخته الكبد، و إذا لم ينعقد لم ينبت منه لحم و لا عظم.

جريان ماء الأودية

قال ابن طباطبا:

يا حسن وادينا و مدّ الماء # يختال في حلية دكناء [5]

فصبحه يفترّ عن مساء # في صخر عال و في ضوضاء

يحكي رغاء النّاقة الكوماء # ترى به مناطح الظّباء [6]

جماء قد شدت إلى قرناء [7]


[1] القرآن الكريم: الأنبياء/30.

[2] القرآن الكريم: محمد/15.

[3] القرآن الكريم: الفرقان/53.

[4] الصادي: العطشان.

[5] دكناء: تميل إلى السواد.

[6] الناقة الكوماء: العظيمة و الطويلة السنام.

[7] جماء: ملساء الرأس-قرناء: ذات قرون.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 586
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست