responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 531

التسلية بعد وقوع المحذور

اشتكى ابن لعمر بن عبد العزيز فجزع عليه ثم مات، فرؤي متسليا. فقيل له في ذلك فقال: إنما كان جزعي رقة له و رحمة فلما وقع القضاء زال المحذور. و قالت امرأة مات واحدها فرؤيت حسنة الحال: أمّنني من المصائب بعد.

قال البحتري:

صعوبة الحزن تلقى في توقّده # مستقبلا و انقضاء الرزء إن يقعا

و قال آخر:

فقد جرّ نفعا فقدنا لك إنّنا # أمنّا على كلّ الرزايا من الجزع‌ [1]

و قال:

و كنت عليه أحذر الموت وحده # فلم يبق لي شي‌ء عليه أحاذر

و مرض ابن لجعفر بن محمد فجزع ثم مات، فلم يجزع، فقيل له فقال: أما بعد وقوع الأمر فلم يبق إلا الرضا و التسليم. و قال بعضهم: نزلت بامرأة ذات أولاد و ثروة، فلما أردت الارتحال قالت: لا تخلني إذا وردت هذا الصقع. ثم أتيتها بعد أعوام فوجدتها قد افتقرت و ثكلت أولادها و هي ضاحكة مسرورة، فسألتها فقالت: إني كنت ذات ثروة و جاه و كانت لي أحزان فعلمت أن ذلك لقلة الشكر، و أنا اليوم بهذه الحالة أضحك شكرا للّه تعالى على ما أعطاني من الصبر. و من أحسن ما قيل في ذلك. قول أوس بن حجر:

أيّتها النفس أجملي جزعا # إن الذي تحذرين قد وقعا

و قيل: إذا استأثر اللّه تعالى بشي‌ء فاله عنه:

فلست أرجو و لست أخشى # ما أحدثت بعده الدهور

فليجهد الدهر في مساتي # فما يرى بعد ما يضير

و قال:

ألا ليمت من شاء بعدك إنما # عليك من الأقدار كان حذاريا

من تمنّى بعده زوال الدّنيا و موت الورى‌

قالت أم جرير:

فلا وضعت أنثى و لا أب واحد # و لا ذرّ قرن الشمس بعد جرير [2]

قال محمد بن صالح:

قل للردى لا تغادر بعده أحدا # و للمنيّة من أحببت فاعتمدي‌


[1] الرزء: المصيبة-الجزع: الخوف.

[2] ذر قرن الشمس: أي ظهرت ضوأها و أشرقت.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 531
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست