responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 523

من عزم على الهرب فعرض له ما صرفه‌

قد تقدّم خبر عبد الملك حين هرب من الطاعون في هذا الفصل، و أراد رجل من أهل البصرة أن يهرب من الطاعون، فركب حمارا له و معه غلام يتبعه فسأله أن يرتجز، فقال:

لن يسبق اللّه على حمار # و لا على ذي منعة طيّار

قد يصبح اللّه أمام الساري‌

فقال صدقت، و حطّ رحله و مات فيمن مات.

كثرة الوباء

كثر الموت سنة بالبصرة فقيل للحسن: أ لا ترى؟فقال: ما أحسن ما صنع ربّنا، أقلع مذنب و أنفق ممسك و لم يغلط بأحد. و إذا قيل له: قل الموت يقول: ما يبقى أحد.

(2) و ممّا جاء في الغموم و الصبر و التّعازي و المراقي‌

الأسباب الموجبة للحزن‌

قال يعقوب الكندي: أسباب الحزن فقد محبوب أو فوت مطلوب، و لا يسلم منهما إنسان. لأن الثبات و الدوام معدومان في عالم الكون و الفساد. و قال الحسن: الدنيا دار غموم فمن عوجل فجع بنفسه، و من أجّل فجع بأحبابه.

و قال بعض أصحاب المنطق: من أراد أن لا يصاب بمصيبة فقد أراد ما لا يكون، لأن المصائب بالكون و الفساد في الطبع فينبغي أن يكون منا على بال. إن جمع الأشياء التي تصل إلينا كانت قبلنا لغيرنا فانتقلت إلينا بشريطة ما كان لمن قبلنا.

النّهي عن اتخاذ ما يورث الجزع و مدح فاعل ذلك‌

.

قال ابن الرومي:

و من سرّه أن لا يرى ما يسوؤه # فلا يتخذ شيئا يخاف له فقدا

و قيل لسقراط: مالك لا تجزع؟قال: لأني لا أقتني ما يحزنني فقده.

من نهى عن الجزع و بيّن قلّة عنايته‌

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: من انقطع رجاؤه مما فات استراح بدنه. و قيل لرجل اشتد جزعه: لو آمنت بالمرتجع لم تجزع، و لو اقتصدت في التمتع لم تضرع، فالجزع لا يلم ما تشعث و لا يرم ما انتكث. الجزع منقصة الحياة، و من أعان على نقصان حياته فقد عظمت خطيئته. ـ

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 523
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست