responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 513

و منها:

يموت راعي الضأن في جهله # ميتة جالينوس في طبّه‌ [1]

و ربّما زاد على عمره # و زاد في الأمن على سربه‌ [2]

فهذا الكلام هو الجوهر الذي لا قيمة له.

ذمّ من يخاف الموت و لا يستعدّ له‌

قال أمير المؤمنين عليه السلام لرجل: كيف أنتم؟قال: نرجو و نخاف قال: من رجا شيئا طلبه و من خاف شيئا هرب منه. و قال أبو الدرداء: العجب لمن يكره الموت لإساءته و لا يكره الإساءة في حياته. و نظر الحسن إلى جنازة يزدحم الناس عليها، فقال: مالكم تزدحمون ها هي سارية في المسجد، أقعدوا تحتها و اصنعوا ما كان يصنع حتى تكونوا مثله.

و قال الحسن لشيخ في جنازة: أ ترى هذا الميت لو رجع إلى الدنيا كان يعمل صالحا.

قال: نعم، قال: إن لم يكن ذاك فكن أنت ذاك. و قال علي بن عبد العزيز:

إذا قلت لم يبلغ بي السّنّ مبلغا # وعظت بطفل صار قبلي إلى التّرب‌

الحثّ على تعاطي ما يسهّل الموت‌

جاء رجل إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: إني أكره الموت. فقال: أ لك مال؟قال: نعم، قال:

قدّمه فإن قلب كل امرئ عند ماله. و قال رجل لأبي الدرداء: ما بالنا نكره الموت؟قال:

لأنكم أخربتم آخرتكم و عمرتم دنياكم، فكرهتم أن تنقلوا من العمران إلى الخراب.

و قال أبو حازم: كل عمل تكره الموت لأجله فدعه كي لا تخاف منه متى أتاك.

من أمر ذويه بالبكاء عليه‌

قيل فيما روي عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه، أنه إنما عنى إذا هو أمرّ به، نحو قول طرفة بن العبد:

إذا متّ فانعيني بما أنا أهله # و شقّي عليّ الجيب يا أمّ معبد [3]

و قول الفرزدق:

إذا متّ فانعيني بما أنا أهله # فكلّ جميل قلت فيّ مصدّق‌

و قال ابن المعتز:

إذا متّ فانعيني بما أنا أهله # و لا تذخري دمعا إذا قام نائح


[1] جالينوس من أطباء اليونان المعروفين، و مع ذلك فلربّما زاد عمر الراعي على عمر جالينوس و كان آمن على نفسه من الهلاك.

[2] جالينوس من أطباء اليونان المعروفين، و مع ذلك فلربّما زاد عمر الراعي على عمر جالينوس و كان آمن على نفسه من الهلاك.

[3] شقّ عليه الجيب: ناح عليه و بكى نادبا.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 513
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست