قلت:
تحمّل عظيم الذنب ممّن تحبّه # و إن كنت مظلوما فقل أنا ظالم
فإنك إن لم تغفر الذنب في الهوى # تفارق من تهوى و أنفك راغم [1]
وصف الهوى بأنه جنون
وصف أعرابي الهوى فقال: هو طرف من الجنون، إن لم يكن عصارة السحر و عليه:
أداء عراني من جنابك أم سحر؟ [2]
و قال غيلان بن عقبة:
هو السحر إلاّ أنّ للسحر رقية # و إنّي لا ألقى من الحب راقيا
و قال ابن الرومي:
أهوى الهوى كلّ ذي لبّ فلست ترى # إلا صحيحا له أفعال مجنون
من شغف بقبيح ليس فيه موضع للعشق
تيقن من رآك تحبّ قينا # بأنّ الحبّ ضرب من جنون [3]
مغالبة الهوى
قيل: مغالب الهوى كمغالب الدنيا. قال شاعر:
قد كنت أعلو الحبّ حينا فلم يزل # بي النقض و الإبرام حتّى علانيا
و قال آخر:
فو اللّه ما أدري أ يغلبني الهوى # إذا جدّ جدّ البين أم أنا غالبه [4]
فإن أستطع أغلب فإن يغلب الهوى # فمثل الذي لاقيت يغلب صاحبه
استعظام المحبوب و جلالته في عين المحب
يستحسن في ذلك قول بعضهم:
أهابك إجلالا و ما بك قدرة # عليّ و لكن ملء عين حبيبها
تمنيته حتّى إذا ما رأيته # بهتّ فلم أعمل لسانا و لا طرفا
و أطرقت إجلالا له و مهابة # و حاولت أن يخفى الذي بي فلم يخفا
[1] أنفك راغم: أي و أنت مرغم و مغلوب على أمرك.
[2] عراني: أصابني و انتابني.
[3] القين: العبد، و القين الحدّاد.
[4] البين: الفراق.