و كم من كريم قد أضرّ به الهوى # فعوّده ما لم يكن يتعوّد
قال كثيّر:
ضعائف يقتلن الرجال بلا دم # فيا عجبا للقاتلات الضعائف
و قال الخبزارزي:
و لربّ عبد في الهوى # يستعبد الحرّ المطاعا
قيل لرجل: إنّ ابنك قد عشق، فقال: عذّب قلبه و أبكى عينه و أطال سقمه قال بعض الفلاسفة: لم أر حقا أشبه بباطل من العشق، هزله جدّ و جدّه هزل، أوله لعب و آخره عطب [2]
إن الهوان هو الهوى جزم اسمه # فإذا لقيت هوى لقيت هوانا
و قال آخر:
و ما كيّس في النّاس يحمد رأيه # فيوجد إلا و هو في الحبّ أحمق [3]
حمد تحمّل المذلّة في الهوى
قال شاعر:
أن التذلّل في حكم الهوى شرف
و قال آخر:
لا تأنفنّ من الخضوع لذي الهوى # و اخضع لإلفك كائنا من كانا
قال الأصمعي: غضب الفضل بن يحيى على جارية فبعثت إلي تسألني أن أسترضيه فسألته فقال: الذنب ذنبها فقلت و كيف موقعها من قلبك أيها الأمير. قال أحسن موقع و إنما أريد بهذا الهجر تهذيبها. قلت: فاستعمل فيها وصية العبّاس بن الأحنف قال: و ما هي؟
[1] عروة: أي عروة بن الورد العبسي، من شعراء الجاهلية الصعاليك مات في إحدى المعارك سنة (596 م) (انظر ترجمته في مقدّمتنا لديوان عروة-منشورات دار الأرقم) .