نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 452
البلاد، فقلت: إن أهل الحجاز قرءوا على النصب غناء العرب، و أهل الشأم قرءوا على قراءة الرهبان، و أهل الكوفة قرءوا على قراءة النبط، و البصرة على الخسرواني غناء فارس.
النّهي عن المراء فيه و عن تفسيره
قال صلّى اللّه عليه و سلّم: لا تماروا في القرآن فإن المراء فيه كفر. و سأل أبو بكر عن قوله تعالى وَ فََاكِهَةً وَ أَبًّا[1] ، فقال: أي سماء تظلّني و أي أرض تقلني؟، إن قلت في كتاب اللّه بما لا أعلم.
التّداوي بالقرآن
قالت عائشة: كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إذا مرض يقرأ على نفسه بالمعوذتين و ينفث. و كان الحسن يكره أن يغسل القرآن و يسقى. و سئل إبراهيم عمّن حمّ فعلق عليه تعويذ فيه يََا نََارُ كُونِي بَرْداً (الآية) ، فكرهه. و سئل عطاء عن الرجل يعلق عليه شيئا من القرآن فقال: ما سمعنا بكراهة ذلك إلا منكم معاشر أهل العراق.
الحذّاق بالقرآن
المشهور منهم ثلاثة: عبد اللّه بن مسعود و أبيّ و زيد. و قال صلّى اللّه عليه و سلّم: من أحب أن يقرأ القرآن غضا فليقرأه على قراءة ابن أم عبد. و قال ابن مسعود: كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أنزلت و المرسلات عرفا فأخذتها رطبة من فيه، و هو أول من جهر بقراءة القرآن بمكة. و أقرأ معاذ بن جبل رضي اللّه تعالى عنه. و روي أنه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: أقرأكم أبي و قال له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: أمرت أن أعرض عليك القرآن. فقال أبيّ: سمعاني لك ربك قال:
فبفضل اللّه و برحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. و قال له: أي آية في كتاب اللّه أعظم؟فقال: اللّه لا إله إلا هو الحي القيّوم. فضرب في صدره، و قال:
ليهنك العلم أبا المنذر، و إنما أخذ الناس بقراءته لكونه كان آخر من يقرأ على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم. و قال ابن عباس رضي اللّه عنهما: إنّا نأخذ بالآخر من قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و فعله.
بيع المصاحف
بيعت المصاحف في زمن معاوية، و كره ابن عمر بيع المصاحف. و قال ابن عباس:
اشتر المصاحف و لا تبعها. و سئل بعض الفقهاء عن ذلك، فقال: كان حبرا هذه الأمة لا يريان ببيعها بأسا: الحسن و الشعبي.