نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 450
تعظيم القرآن
رأى عمر رضي اللّه عنه مصحفا بخطّ دقيق، فقال: ما هذا؟فقيل: القرآن كله فضرب صاحبه، و قال: عظموا كتاب اللّه. و كان أمير المؤمنين يكره أن يكتب القرآن في الشيء الصغير.
و كان ابن عبّاس إذا رأى مصحفا قد فضض أو ذهّب يقول: أ تغرون به السارق و زينته في جوفه. و قال أبو ذر: إذا حلّيتم مصاحفكم و زخرفتم مساجدكم فالدمار عليكم.
و قال مالك و الشافعي رضي اللّه عنهما: لا يمس القرآن إلا طاهر. قال اللّه تعالى: لا يمسه إلا المطهرون. و كان الشعبي لا يرى بأسا أن يأخذ بغلافه و هو على غير وضوء. و قال صلّى اللّه عليه و سلّم: لا توسدوا القرآن و اتلوه بالليل و النهار.
فضل قراءة القرآن
قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: إن العبد إذا قرأ فحرف كتبه الملك كما أنزل و كان ابن مسعود يقول:
من ختم القرآن فله دعوة مستجابة. و قال اللّه تعالى: اَلَّذِينَ آتَيْنََاهُمُ اَلْكِتََابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاََوَتِهِ[1] قال ابن عباس: يتبعونه حق اتباعه. و قال تعالى في ذم قوم: فَنَبَذُوهُ وَرََاءَ ظُهُورِهِمْ[2] ، قال الشعبي: أما أنه كان بين أيديهم و لكن نبذوا العمل به. و قال صلّى اللّه عليه و سلّم:
قراءتك في المصحف تزيد على قراءتك ظاهرا كفضل المكتوبة على النافلة.
تعظيم قرّاء القرآن
قيل: عظموا من زيّنه اللّه بالقرآن، و قال صلّى اللّه عليه و سلّم: إنّ من تعظيم اللّه إجلال ثلاثة: الإمام المقسط و ذي الشيبة و حامل القرآن لا الغالي فيه و لا الجافي فيه. و كان عمر رضي اللّه عنه يجري على كل حافظ قرآن مائة دينار.
فضل تعلّم القرآن و تعليمه
روي عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: إن هذا القرآن مأدبة اللّه فتعلموا مأدبته. و روي عنه: خياركم من تعلم القرآن و علمه. و قال عقبة بن عامر: خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و كنا في الصفة فقال:
أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو العقيق فيأخذ كل يوم ناقتين كوماوين زهراوين في غير إثم و لا قطيعة رحم؟فقلنا: كلّنا يا رسول اللّه. قال: فلأن يغدو أحدكم كل يوم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب اللّه خير له من ناقتين و من ثلاث. و قيل: في قوله تعالى:
قُلْ بِفَضْلِ اَللََّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ[3] و بالإسلام و القرآن.