نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 447
(5) و مما جاء في مبدأ القرآن و نزوله
قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا فرفعت رأسي فإذا بالملك الذي جاءني على كرسي بين السماء و الأرض، فجئت خديجة فقلت: زمّلوني زمّلوني فأنزل اللّه تعالى:
يََا أَيُّهَا اَلْمُزَّمِّلُ[1] و عن جابر أن ذلك أول ما نزل.
و عن ابن عبّاس رضي اللّه تعالى اعنه أوّل ما نزل من الوحي: اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ[2] و ن وَ اَلْقَلَمِ[3] . و قال الزهري: أوّل آية نزلت في القتال: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقََاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا[4] .
و قال علقمة: كل ما في القرآن من قوله تعالى: لِلَّذِينَ يُقََاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ . فإنه نزل بالمدينة.
و (ظلموا الناس) فإنه نزل بمكة.
و قيل: نزل القرآن جملة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر ثم نزل في عشرين سنة، و ذلك قوله تعالى: وَ قُرْآناً فَرَقْنََاهُ...[5] (الآية) .
و قال البراء: آخر آية نزلت: يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اَللََّهُ يُفْتِيكُمْ فِي اَلْكَلاََلَةِ[6] و قال ابن عبّاس: آخر آية نزلت: وَ اِتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اَللََّهِ[7] فمات صلّى اللّه عليه و سلّم بعد نزولها بليال.
و قيل: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا و الوالدين.
جمع المصاحف
كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا نزلت سورة قال: ضعوا هذه في الموضع الذي ذكر فيه كذا.
و روي أن عمر رضي اللّه عنه كان قد جمع القرآن في مصحف، كان عند حفصة و هو الذي أرسل مروان فيه و هو والي المدينة إلى عبد اللّه بن عمر يوم ماتت حفصة فأمر بإحراقه مخافة الاختلاف.
و قال أبو بكر إن عمر لما رأى القتل قد استحر بقراء القرآن يوم اليمامة قال: إني لأخشى أن يذهب قرآن كثير، و إني أرى أن يجمع القرآن. فقلت: كيف أفعل ما لم يفعله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم؟فقال: إنه لخير. فشرح اللّه صدري ففعلت.