نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 445
ما دلّ على نبوّته ممّا أنزل اللّه تعالى في الكتب الأول
قال اللّه تعالى: اَلَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ[1] و اسمه مشفع و معناه محمد.
كثرة آيات الأنبياء و قلتها
قال العلماء رضي اللّه عنهم: إنما كثر أعلام موسى لأن عمله كان مع غباوة بني إسرائيل و نقصان أحلام القبط. قال الجاحظ: و متى أردت ذلك فانظر إلى بقاياهم هل لهم حكمة أو مثل أو شعر. و انظر إلى أولادهم مع طول لبثهم معنا هل تغيرت بذلك أخلاقهم، ثم من غباوتهم ما حكى اللّه تعالى عنهم في قولهم: اِجْعَلْ لَنََا إِلََهاً كَمََا لَهُمْ آلِهَةٌ و أَرِنَا اَللََّهَ جَهْرَةً و فَاذْهَبْ أَنْتَ وَ رَبُّكَ فَقََاتِلاََ إِنََّا هََاهُنََا قََاعِدُونَ[2] و آياتهم انقطعت بموتهم و عرفها من بعدهم و جعل من معجزات نبينا القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، و أشرك اللّه تعالى فيه السلف و جعله باقيا على مرور الأزمان.
من ادّعى النبوّة برقاعة غير حذق
قيل للأحنف و كان ممن زف سجاح إلى مسيلمة: ما وجدته؟قال: ما هو بنبي صادق و لا متنبئ حاذق، و فيها يقول:
أضحت نبيتنا أنثى يطاف بها # و أصبحت أنبياء اللّه ذكرانا
و لما تنبأت سجاح أتبعها ناس كثير من بني تغلب و مسيلمة باليمامة، و كان أصحاب سجاح يكذبون مسيلمة و أصحاب مسيلمة يكذبون سجاح، فقالت سجاح: نذهب إليه فإن كان نبيا أطعناه فذهبت بقومها فأغلق باب حصنه و شارطها على الدخول وحدها فلما خلت به قالت: ما أنزل عليك؟قال إنه يحل لي أن أنكح المتزوجات و تصبو إليّ المرأة الفضيلة تجدها فيّ و تدع زوجها، قالت: فهل من آية غيرها؟قال: لم أؤمر بآية فأقلع عنها حتى تقبل أو ترد. قالت: فقد ركنت إلى ذلك، قال فاسمعي:
ألا قومي إلى النيك # فقد هيئ لك المضجع
فإن شئت علقناك # و إن شئت على أربع
و إن شئت ففي البيت # و إن شئت ففي المخدع
و إن شئت بثلثيه # و إن شئت به أجمع
ثم واقعها فخرجت إلى قومها فقالت: إني وجدت نبوّته صادقة و تزوجته فقالوا لها: إنا نكره رجوعنا بها بلا صداق، قال: قد حططت عنكم صلاة الفجر و العشار الأخيرة. و قيل لنبي ما دليلك؟قال القرآن، أ ما قال اللّه تعالى: إِذََا جََاءَ نَصْرُ اَللََّهِ وَ اَلْفَتْحُ[3] ، و اسمي الفتح قالوا، فينبغي أن يشركك في النبوّة من اسمه اسمك. قال كم