نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 442
البخاري: أ تقول لا استطاعة قبل الفعل و ما من عامي إلا و يعلم خلاف قولك، فقال: بل يعلم خلاف قولك فانظر، فدعا بحمال فقال: إن هذا يزعم أنك لا تستطيع حمل هذا الكور. فقال: أم الذي يقول هذا ألف فاعلة.
خلق القرآن
قال الذهبي: سألت جعفر بن محمد عن القرآن فقال: لا أقول خالق و لا مخلوق. و احتج بهذا أحمد بن حنبل رضي اللّه عنه على المعتصم فقال ابن أبي داود: أين حديث عمران بن حصين عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: ما خلق اللّه خلقا أعظم من آية الكرسيّ و كان الخليل يمنع أن يوصف الكلام بالمخلوق، فيقول: الكلام متى وصف بالخلق فالقصد به الكذب و لهذا يقال هذا كلام خلقه فلان أي تقوّله. و قال بعضهم:
أصفه بأنه محدث و لا أقول أنه مخلوق لقوله تعالى: مََا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ[1] . و سمع مخنث رجلا يقرأ قراءة قبيحة فقال أظن هذا القرآن الذي يزعم ابن أبي داود أنه مخلوق. قال أبو العالية:
لو كان رأيك منسوبا إلى رشد # و كان عزمك عزما فيه توفيق
لكان في الفقه شغل لو قنعت به # عن أن تقول كلام اللّه مخلوق
ما ذا عليك و أصل الدين يجمعكم # ما كان في الفرع لو لا الجهل و الموق [2]
و كان بعض القصاص بأصبهان يتشدد في خلق القرآن، فسئل عن معاوية هل كان مخلوقا، فقال: نعوذ باللّه من نهايات الجهالات.
رؤية اللّه تعالى و تقدّس
من نفى عنه الرؤية احتج بقوله تعالى: لَنْ تَرََانِي[3] و ذلك مذكور على طريق التمدح فلا يختص به وقت دون وقت و مخالفوه احتجوا بقوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نََاضِرَةٌ `إِلىََ رَبِّهََا نََاظِرَةٌ . [4] و قالت عائشة رضي اللّه عنها: من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم الفريّة على اللّه، و لكنه قد رأى جبريل مرتين في صورته و خلقه سادا ما بين الأفق.
و قال ابن عباس لقد رأى من آيات ربه الكبرى أنه رأى جبرئيل على رفرف قد سد أفق السماء و روي أن أمير المؤمنين رضي اللّه تعالى عنه سمع رجلا يقول و الذي احتجب بسبع سماوات، فقال: إن اللّه لا يحجبه شيء عن شيء، فقال هل أكفر عن يميني قال لا لأنك حلفت بغير اللّه و من حلف بغيره لا تلزمه.