responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 427

على قلة اليقين إنك تخيّر يوما عن خير الدنيا بالسّيئة طمعا في الربح طفيف ربح مع ما فيه من الخطر و تأبى أن تقرض اللّه درهما بثمانمائة مع زعمك و قولك إنّ مستقرضه مليّ و فيّ.

ترغيب اللّه تعالى عباده في جنّته‌

قال الحسن: إن اللّه دعا كل قوم إلى الجنة، فقال للعرب يشوّقهم و لهم رزقهم فيها بكرة و عشيا لما كان أحب لأشياء إليهم ذلك، و قال للفرس يحلون فيها من أساور من ذهب و لؤلؤا و لباسهم فيه حرير لما كان أحب الأشياء إليهم ذلك. و قيل: إنما ذكر اللّه تعالى درجة الخائفين و لم يذكر درجة المحبين، لأن القلوب لا تحتمل ذلك، كما أمسك عن ثواب النبيين و أظهر ثواب المتقين، فقال في النبيين‌ وَ اُذْكُرْ عَبْدَنََا دََاوُدَ... [1] الآية و أظهر ثواب المتقين فقال و إن للمتقين لحسن مآب. و مثال ذلك إن الشي‌ء إذا عظم ثوابه لم يذكر مفصلا كصوم رمضان و الزكاة. و قال: فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين.

و قال: و لدينا مزيد. و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر. و ذكر الثواب في إماطة الأذى عن الطريق و عيادة المرضى و نحو ذلك.

فضيلة العبادة مع العلم‌

قال اللّه تعالى: إِنَّمََا يَخْشَى اَللََّهَ مِنْ عِبََادِهِ اَلْعُلَمََاءُ [2] و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: فقيه واحد أشد على إبليس من ألف عابد. و قال الحسن: أدركت قوما من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقولون من عمل بغير علم كان ما يفسده أكثر مما يصلحه.

ذمّ الورع مع الجهل‌

روي عن أمير المؤمنين أنه قال: قصم ظهري رجلان، جاهل متنسك و عالم متهتك.

و روي عن الحسن: قسم ظهري عالم لا زهد معه و زاهد لا علم معه، هذا يدعو إلى جهله بزهده و هذا ينفر عن علمه بحرصه. و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: يكون في آخر الزمان قراء فسقة و عباد جهلة، و ركعة من عالم أفضل من سبعين ركعة من عابد لا علم معه و كان لأبي سعيد الخراز ابن فمات فرآه في المنام، فقال: يا ولدي أوصني، فقال: يا أبت لا تعامل اللّه على الحمق، فقيل لإبراهيم، فقال: نعم لأنه لم يلبس القميص ثلاثين سنة. و قيل لأنوشروان: أي الناس أولاهم بالسعادة؟فقال: أقلهم ذنوبا، قيل: و من أقلهم ذنوبا؟قال: أكملهم عقلا.

ذمّ متحامق رقيع في ورعه‌

حلق صوفيّ لحيته و قال: إنها نبتت على المعصية. و لطّخ رقيع شاربه بالعذرة فقيل له في ذلك، فقال: أردت التواضع للّه. و أذّن مؤذن فقال: أشهد أن أبا القاسم رسول اللّه، و قال النبي: عندنا أعظم من أن نسميه و لا نكنيه. و رأى ابن أبي ليلى رجلا قد أخذ رمانة


[1] القرآن الكريم: ص/17.

[2] القرآن الكريم: فاطر/28.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 427
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست