تزف على الزفّ زفّ الرّئال # و تربو على الخزّ في نعمه [1]
خركاة
قال أبو محمد الباوردي في خركاة عليها ثياب بيض و قد كشف بعضها:
رأيتك و البستان يحكي حسنه # سماء و فيها حول حسنك مضرب
و قد كشفت للجوّ منه جوانب # فنورك في آفاقه يتشعّب
كأنّك شمس من وراء غمامة # يمزّقها عنه الشعاع المطنّب [2]
الكرسيّ
قال أبو طالب المأموني:
و معتقد يعجب الناظرينا # و يعجز عن وصفه الواصفونا
كأنّ دعائمه إذ حنينا # صوالجة في يد اللاعبينا [3]
و قال:
و مستوقف بجلوس الحضور # على أربع بالعرى موثقه
يمدّ على فرعه مفرشا # و يظهر في خصره منطقه
فمن شاء صيّره مقعدا # و من شاء صيّره مرفقه
إذ ظل ينشر ما قد طواه # أرى الحاضرين بما أوسقه [4]
صليبي حديد إزاءين في # عمود و تعلوهما مشرقه
الشّمعة
و طاعنة جلباب كلّ دجنة # بماضي سنان في ذؤابة ذابل [5]
تجود على أهل الندى بنفسها # و ما فوق بذل النفس جود لباذل
و يقرى عيون الناظرين ضياؤها # و قد قيدت ألحاظهم بالأصائل [6]
و قال السري:
أغصان تبر عرّيت من الورق # آثارها بين مصابيح الأفق
[1] الرئال: جمع رئل، و هو ولد النعام-تزف: زف الطائر: بسط جناحيه-زفّ الرئال: ريش ولد النّعام.
[2] المطنّب: المعلّق بالحبال.
[3] صوالجة: جمع صولجان، و هي العصا المعقوفة الرأس.
[4] ما أوسقه: ما حمّله.
[5] ذؤابة ذابل: علاقة رمح دقيق.
[6] الأصائل: جمع أصيل، و هو العشية.