و قال:
و ما ضرّ من أمسيت جارة بيته # و في رحله أن لا يمسّ من الطّيب
البخور الطيّب
قال الخوارزمي:
بخور مثل أنفاس الحبيب # و طيب قد أخلّ بكلّ طيب
يظلّ الذيل يستره و لكن # تنمّ عليه أنفاس الجنوب [1]
إذا ما شمّ أنف حنّ قلب # كأنّ الأنف جاسوس القلوب
وصف من رؤي متطيّبا
كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يعرف خروجه برائحة المسك، و كان يعجبه المسك.
قال الشاعر:
و يضوع مسكا ريح طيب ثيابه # و كذاك ريح الماجد الوهّاب
كأن تجارا تحمل المسك عرّسوا # به ثمّ فضّوا ثم كل ختّام [2]
قال أبو ذهيل:
في كفه خيزران ريحه عبق # من كفّ أروع في عرنينه شمم [3]
و كان الزهري يشم منه رائحة المسك حتى من علاقة سوطه. قال طرفة:
ثم راحوا يعبق المسك بهم # يلحقون الأرض هداب الأزر [4]
قال أبو نواس:
و كأنّ القوم بهتى # بينهم مسك ذبيح [5]
قال شاعر:
بأبي من بعضه من # طيبه يعشق بعضا
حمل بخور إلى مجنون فحرق ثوبه فحلف لا يتبخر إلا عريانا.
[1] أنفاس الجنوب: إشارة إلى ريح الجنوب.
[2] عرّسوا: عرّس المسافرون: نزلوا للاستراحة.
[3] العرنين: الأنف.
[4] هدّاب الأرز: خيوط الثوب التي تبقى في طرفيه لا يكمل نسجها.
[5] بهتى: مدهوشون.