و قال:
هي الدرّ منظوما إذا ما تكلّمت # و كالدرّ مجموعا إذا لم تكلّم
إن طال لم يملل و إن هي أوجزت # ودّ المحدّث أنّها لم توجز
كأنّما عسل رجعان منطقها # إن كان رجع كلام يشبه العسلا [1]
الفرع الوارد و الكثيف
قيل لأعرابي: أي النساء أحسن؟فقال الغرّاء الفرعاء أي الحسنة المفترّة عن الثغر الوافرة الشعر، فمها بارد و شعرها وارد.
قال بعضهم في وصف ما حلقه عمر رضي اللّه تعالى عنه-من الشعر-و قيل هو أحسن ما قيل في الشعر:
لقد حلقوا منها غدافا كأنّها # عناقيد كرم أينعت فأسكرت [2]
عناقيد غربيب تدلّين عن كرم [3]
و قال المخبّل السعدي:
و تضلّ مدراها المواشط في # جعد أغمّ كأنّه كرم [4]
قال ابن المعتز:
دعت خلاخيلها ذوائبها # فجئن من رأسها إلى قدم [5]
وصف الشعر و الوجه معا
قال بكر بن النطاح:
بيضاء تسحب من قيام فرعها # و تغيب فيه و هو ليل أسحم [6]
و كأنّها فيه نهار ساطع # و كأنّه ليل عليها مظلم
[1] رجعان منطقها: تردّده و معاودته.
[2] الغداف: الشعر الطويل الأسود و الغداب و الغراب الكبير الطويل الجناحين.
[3] الغربيب: الأسود الحالك.
[4] المدرى: المشط-الجعد الأعمّ: الشعر الأسود، و قد شبهه بعناقيد العنب.
[5] الذوائب: ضفائر الشعر و الخلاخيل ما يزين الساق من حليّ، و قوله دعت خلاخيلها ذوائبها كناية عن طول شعرها.
[6] الفرع: الشعر، شبّه باللّيل الحالك السواد.