دخل أعرابي الحمام بالبصرة و كان يفسو فأنكر القيم عليه فقال: الحلقة لي و الريح للّه يرسلها: فدع عنك إن للاست نمّة و للأنف شمّة. و ليس كل ما تلقاه حبيبا و لا كل ما تشمّه طيبا.
و قيل: هو أفسى من الظربان و ذلك أنه يفرق بين الإبل بفسوه و يأتي حجر الضبّ فيفسو عليه فيأكله و يقولون هو أفسى من الخنفساء.
و لبعضهم:
و لي صاحب أفسى البريّة كلّها # يشكّكني فوه إذا ما تنفسا
تحولت الأنفاس منه إلى استه # فما أحد يدري تنفّس أم فسا
و قال:
للّه در عصابة نادمتهم # من كلّ خرق في بيوت بلال
باتوا موترة على قسيّهم # يرمونني رشقا بغير نبال
يرمون نبلا من رياح بطونهم # هطلت مقاتلة لغير قتال
[1] السّرم: طرف المعى و الدبر-العنفقة: شعيرات بين الشفة السفلى و الذّقن.
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 303