و ما في الضرط للاستاه ذنب # إذا كانت توسّع بالأيور
و قال آخر:
دخلت وهبا في حشاه قد كمن # وهب و هو صاحب البريد
و كان في مجلس الوزير عبيد اللّه بن خاقان، فضرط فأكثر الشعراء القول فيها و كان راكب يسير و بين يديه جمل عليه كمثرى فقال رجل استقبله إن الكمثرى تهيج الريح و مدّ يده ليأخذ واحدة فضرط فقال ما رأيت شجرة أثمرت قبل أن تغرس غيرها.
و دفع الفتح بن العميد إلى ابن حجّاج قول الشاعر:
و لما التقينا لجلجت في حديثها # و من آية الحبّ الحديث الملجلج
فقال:
و لما التقينا لجلجت في ضراطها # و من آية السرم الضّراط الملجلج
ألا أيّها الأستاذ دعوة شاعر # طريقته في السخف لا تتبهرج
التعريض بمن خرجت منه ضرطة فقدّر أنّها لم تسمع
اضطجع رجل في مجلس فيه مزيد فضرط فضحكوا، و ثنّى، فقال مزيد: نبّهوه قبل أن يأتي بطامة فنبه، فقال: كنت في أطيب نومة رأيت كأني صدت ديكين ألعب بهما، فقال مزيد: صدقت قد زقيا و سمعنا.
و دخل بعض الكتاب حماما بأصبهان و قدر أن ليس فيها أحد، فضرط ضرطة صيّاحة، و قال ما أطيب الضراط في الحمّام، و كان ثمّ المعروف بابن الهذرة فسعل بعد ضراطه بساعة فقال: إذا خرجت فالقني قبل كل أحد فدخل عليه، فكتب له رقعة بخمسة أقفزة حنطة. و قال: خذها من الوكيل ودع إفشاء ما سمعت. فقال فديتك ليس ذلك ضراط خمسة أقفزة حنطة زدني فقال: أخزاك اللّه فقد صار ذلك نادرة.
لغز فيها:
و مولدة لم تدر ما الطمث أمّها # و ليس لها زوج و لا تتحرّك