responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 255

و فيهم رجال كالبدور وجوههم # فمن بين ذي ظرف كثير و أمرد

و في غيرة النساء

روي في الخبر: أيما امرأة غارت فصبرت دخلت الجنة. و قيل: غيرة النساء أشد من غيرة الرجال. و قيل: هذا خطأ فليس ما ينال المرأة إذا رأت امرأة على فراش زوجها، من جنس ما ينال الرجل إذا رأى رجلا على فراش امرأته.

تزوّج رجل من همدان بنت عمه و كان محبا لها فلم يلبث أن ضرب عليه البعث إلى أذربيجان فأصاب بها خيرا و استفاد جارية تسمّى حبابة و فرسا يقال له الورد. فلما قفل القوم امتنع من القفول و قال أخشى أن امرأتي تمنع عليّ جاريتي، و إني لمشغوف بها، ثم قال:

ألا لا أبالي اليوم ما صنعت هند # إذا بقيت عندي حبّابة و الورد

شديد مناط المنكبين إذا جرى # و بيضاء مثل الرّيم زيّنها العقد

فسمعت بذلك المرأة فكتبت إليه:

ألا فاقره منّي السلام قل له # غنينا بفتيان غطارفة مرد [1]

إذا شاء منهم ناشئ مدّ كفّه # إلى كفل ريّان أو كاعب نهد

فأرسل لنا منك السراح فإنّه # منانا و لا ندعو لك اللّه بالردّ

إذا رجع الجند الذي أنت فيهم # فزادك ربّ النّاس بعدا إلى بعد

فلمّا وصل إليه الكتاب باع الجارية و بادر إليها فرآها معتكفة في مصلاها فقال: ما فعلت؟فقالت: معاذ اللّه أن أركب محرّما و لكني أردت أذيقك طعم الغيرة كما أذقتني.

و كان رجل بالكوفة متزوجا بابنة عمه و له ضيعة بالبصرة يخرج إليها في كل سنة، فتزوج امرأة بالبصرة فسقط خبرها إلى ابنة عمه فكتبت يوما كتابا عن أم البصرية تعزّيه في ابنتها و تستعجله لقسمة ميراثها و دفعته إلى رجل غريب و أمرته أن يوصله إليه خفية فلما قرأه تجهّز، و قال: إنّ أمر ضيعتي بالبصرة قد تشعّث، و لا بد من أن ألم بها. فقالت المرأة: كم تقول البصرة؟أحسبك ذا امرأة بالبصرة تشتاق إليها أحلف لي بطلاق كل زوجة لك بالبصرة. فقال الرجل في نفسه: و ما يضرني ذلك و قد ماتت امرأتي بها؟فحلف لها فقالت:

استقر الأمر فلا بأس بالضيعة و أخبرته بالخبر.

جواز نهي الرجل عن التزويج بغير زوجته و خطر ذلك عليه‌

روي أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم صعد المنبر يوما فقال: إن بني هشام بني المغيرة استأذنوني أن ينكحوا فتاتهم عليا ألا فلا آذن ثم لا آذن ثلاثا إلا أن يحب عليّ أن يطلق ابنتي و ينكح فتاتهم. إن فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها و يؤذيني ما آذاها، و قال صلّى اللّه عليه و سلّم: جدع الحلال أنف الغيرة.


[1] غطارفة: جمع غطريف أو غطروف و هو الشّاب الظريف، و الغطريف السيّد السّخيّ.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست