نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 248
مرات غشي عليّ، فقال: أطعم ستين مسكينا فقال و الذي بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا وحشا ما لنا طعام. فدفع إليه خمسة عشر صاعا فقال ما بين لابنيها أحوج إليه منّي فقال: كله أنت و عيالك. و الإيلاء هو أن يحلف أن لا يجامع امرأته أربعة أشهر و ما كان دون ذلك فليس بإيلاء و متى حلف كذلك فقد قال اللّه تعالى: لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسََائِهِمْ[1] الآية.
(3) و ممّا جاء في العفّة
قال صلّى اللّه عليه و سلّم: من حفظ ما بين لحييه و رجليه دخل الجنّة. و قال: من وقي شر لقلقه و قبقبه و ذبذبه فقد وقى شرة الشباب.
و سئل عن أكثر ما يدخل الرجل النار فقال: الأجوفان الفم و الفرج. و قيل لبطليموس: ما أحسن أن يصير الإنسان عما يشتهي؟فقال: أحسن منه أن لا يشتهي إلا ما ينبغي، و قيل في قوله تعالى: وَ لِمَنْ خََافَ مَقََامَ رَبِّهِ جَنَّتََانِ[2] قيل: هو الرجل يخلو بالمعصية فيتركها خوفا من اللّه رجاء ثوابه و خوف عقابه.
و قال ابن عباس: الشيطان من الرجال و النساء في ثلاثة منازل في النظر و القلب و الفرج.
و قال صلّى اللّه عليه و سلّم: العينان تزنيان و الرجلان تزنيان و يحقق كل ذلك الفرج. و كان طاوس تمثلت إليه امرأة تراوده فواعدها يوما إلى رحبة المسجد فلمّا حضرت إليه قال: انخضعي. قالت: هاهنا قال: نعم إن الذي يرانا هاهنا يرانا في الخلا فاقشعرت المرأة و انزجرت و تابت.
من تعفّف عند مشارفة بلوغ الشهوة
قال اللّه تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام: وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِهََا[3] ، لو لا أن رأى برهان ربه. و اجتمع بعض الأعراب بامرأة فلما قعد منها مقعد الرجل من المرأة ذكر معاده، فاستعصم و قام عنها، و قال: إن من باع جنّة عرضها السموات و الأرض بمقدار فتر بين رجليك لقليل البصر بالمساحة.
و كان سليمان بن يسار مفتي المدينة من أحسن الناس وجها فدخلت إليه امرأة فسامته نفسه و قالت: إن لم تطاوع لأخبرنّ الناس أنك فعلت و لأفضحنك. قال: نعم و تركها في البيت و خرج و فرّ ثم رأى في منامه يوسف عليه السلام فقال له: يا يوسف أنت الذي هممت فقال له: و أنت الذي لم تهم.
و قال رجل لسقراط: إني تفرست فيك أنك تميل إلى الزنا فقال له صدقت فراستك إني أشتهيه و لكني لا أفعله. و قلت لبعض المتصوفة إنك لوطي فقال: ما تقول في لص لا