نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 228
و لما تزوج عثمان رضي اللّه عنه بنت الفرافصة قال: لا تكرهين ما ترين من الشيب فإن وراءه ما تحبّين. فقالت: إني من نسوة خير أزواجهن الكهول. فقال: إني قد جاوزت حد الكهول إلى الشيخوخة فقالت: أفنيت عمرك في خير ما يفني فيه العمر. و قيل لامرأة:
أ ما تكرهين شيب زوجك؟فقالت إنّه نشأ فينا و إنما تكره المرأة الرجل الشائب إذا كان غريبا و رأته بديهة.
اختيارهنّ الشبان و المرد
قالت جارية لأخرى: التحفت على غلام معفوج [1] . فقالت: بذلك العفج كبر أيره و كثر خيره. و لكن من شؤمك أنك عشقت من يغطيك بلحيته و يغرزك بشعرته.
قال أبو تمّام:
أحلى الرجال من النّساء مواقعا # من كان أشبههم بهنّ خدودا
و قال الأعشى:
و أرى الغواني لا يواصلن امرأ # فقد الشباب و قد يصلن الأمردا
و قال أعرابي:
يروق الغواني مجدب الخدّ خالع
ميلها إلى ذي المال
قال امرؤ القيس:
أراهن لا يجبن من قلّ ماله
قيل لابن سيابة: قد كرهت امرأتك شيبك فمالت عنك فقال: إنما مالت إلى الأنذال لقلة المال، و اللّه لو كنت في سن نوح و شيبة إبليس و خلقة منكر و نكير و معي مال لكنت أحب إليها من مقتّر في جمال يوسف و خلق داود و سن عيسى وجود حاتم و حلم أحنف بن قيس.
اختيار الأخيار
قال صلّى اللّه عليه و سلّم: من زوّج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها. و قال الحسن لرجل استشاره في تزويج بنته: زوّجها من تقيّ فإنه إن أحبها أكرمها، و إن كرهها لم يظلمها. و قيل لعبد اللّه بن جعفر: أ تنكح ابنتك الحجّاج؟فقال: أنكحتموه دينكم و الدين أجلّ من بضع المرأة.
الكفاءة
قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: تخيروا لنطفكم و انكحوا الأكفاء. و قال عمر رضي اللّه عنه: لأمنعنّ