نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 224
و لا تركب و لا تنك إلا فتيا. و قيل: مضاجعة العجوز يخلف منها موت الفجأة.
قال شاعر:
و لا تنكحنّ الدّهر ما دمت أيّما # مجربة قد ملّ منها و ملّت
و قال لبعض من فضّل العجائز: إن اختيار الكبيرة على الصغيرة لعدم اللبّ و استرخاء الزب و رين على القلب و التماس سهولة العلاج للعجز عن الإيلاج فقال: كلا العجوز أقنع باليسير و أصبر على تقلب الدهور و أقل مشاغبة و مجاذبة، تؤثر التذلل و تجتنب التدلل، تصبر على الإقلال و تؤمن من ولادتها الزيادة في العيال إن اتسع بعلها صانت ماله و إن ضاق سترت حاله. نعم قعدة الغيور و مطيّة ذي الأير العثور. لا تسبق إليها الظنون و لا تثبت معها القرون، ألوف عروف غير غروف و لا عيوف.
اختيار الأبكار و الثيبات
قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: عليكم بالأبكار فإنهنّ أطيب أفواها و أنتق [1] أرحاما. قال علي رضي اللّه عنه: إن المرأة لا تنسني أبا عذرتها.
و قال حكيم لمن استشاره: أما البكر فلك لا عليك و أما الثيب فلك و عليك و أما ذات الولد فعليك لا لك.
و قيل: إيّاك و الحنّانة و المنانة و الأنّانة و الحدّاقة و ذات الدايات فالحنّانة التي تحن إلى ولدها من غيرك و المنّانة التي تمنّ بمالها على زوجها و الأنّانة التي تئن من غير وجع و الحدّاقة التي تحدّق إلى كل شيء فتقول ليته لي و ذات الدايات التي عندها عجوز تقول هي دايتي. و قيل إياك و الرقوب الغصوب القطوب العلياء الرقياء الحنّانة و المنّانة. و قيل: إن لم تتزوج بكرا فتزوج مطلقة و لا تتزوج مميتة فإن المطلّقة تقول لها لو كان فيك خير لما طلقك زوجك و المميتة تقول لك: رحم اللّه فلان قد كان لي خيرا منك بكذا و قال علي بن الجهم أنشدت امرأة:
قالوا عشقت صغيرة فأجبتهم # أشهى المطيّ إليّ ما لم يركب
كم بين حبّة لؤلؤ مثقوبة # نظمت و حبّة لؤلؤ لم تثقب
فأجابتني:
إن المطيّة لا يلذّ ركوبها # حتى تذلّل بالزمام و تركبا
و الدّر ليس بنافع أربابه # حتّى يجمع في النّظام و يثقبا
و كانت عند الأحنف امرأة فطلقها و تزوجها ابن عم لها فكتب إلى الأحنف:
إن كنت أزمعت أمرا فأمضينّ له # إن الغزال الذي ضيّعت مشغول