responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 215

و قال في السجن:

خرجنا من الدنيا و نحن من أهلها # و لسنا من الأحياء فيها و لا الموتى

إذا طلع السجّان وقتا لحاجة # عجبنا و قلنا جاء هذا من الدنيا

و سمع السجّان محبوسا يقول: اللهم احفظني. فقال: قل اللهمّ ضيّعني فإن حفظه لك أن يبقيك فيه.

من شدّد عليه من المحبسين‌

خرج الحجاج يوما إلى الجامع فسمع ضجة عظيمة فقال: ما هذا؟قالوا: أهل السجن يضجّون من الحر فقال: قولوا لهم اخسئوا فيها و لا تكلّموا. و أحصي من قتلهم الحجاج سوى من قتل في بعوثه و عساكره فوجد مائة و عشرين ألفا وجد في حبسه مائة ألف و أربعة عشر ألف رجل و عشرون ألف امرأة، منهنّ عشرة آلاف امرأة مخدرة.

و كان حبس الرجال و النساء في مكان واحد و لم يكن في حبسه سقف و لا ظلّ و ربما كان الرجل يستتر بيده من الشمس فيرميه الحرس بالحجر و كان أكثرهم مقرنين في السلاسل. و كانوا يسقون الزعاف و يطعمون الشعير المخلوط بالرماد.

و لبّى رجل في الحبس في زمن المأمون فرفع إليه خبره، فوقّع أظن هذا قصد خلاف نيته و أظهر ضد عزيمته و قد أخطأت استه الحفرة، و إذا حرم الحج بسوء تدبيره فلن يقدم فتوى صادقة من فريضة محكمة و هو محضر، و عليه الهدى فليؤخذ بتعجيله و لا يرخص له في تأخيره.

قال يعقوب بن داود: حبسني المهدي في مكان لا أعرف فيه الليل من النهار في بئر واسعة و فيها بئر أخرى أتغوط فيها و أعطى في كل يوم ماء و خبزا حتى عفا شعري و صار أطول من شعر البهائم حتى مضت إحدى عشرة سنة فأتاني آت في منامي فقال جنى على يوسف رب فأخرجه من قعر جبّ فحمدت اللّه فأتى على ذلك سنة ثم أتاني ذلك الآتي، فقال:

عسى فرج يأتي به اللّه إنّه # له كلّ يوم في خليقته أمر

ثم مكثت حولا آخر فأتاني ذلك الآتي فأنشدني:

عسى الكرب الذي أمسيت فيه # يكون وراءه فرج قريب

فيأمن خائف و يفكّ عان # و يأتي أهله النّائي الغريب‌

فلما أصبحت دلى لي مرس فشددت به وسطي فخرجت ما أبصر أحدا فقلت: السلام على أمير المؤمنين قيل و من أمير المؤمنين؟قلت: المهدي. قالوا: رحم اللّه المهدي.

قلت: الهادي قالوا: رحم اللّه الهادي. قلت: فمن؟قالوا الرشيد قلت السلام على أمير المؤمنين الرشيد فقال و عليك السلام و أمر لي بخمسمائة ألف و ردّ علي ضياعي. فعولجت حتى عاد ضوء عيني فاستأذنته في الحج فأذن لي فمضى إلى الحج و مكث حتى توفي.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست