responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 213

فقفّ بكفّه سبعين منها # من البيض المنقشة الصلاب‌

حدّ السرقة

قال اللّه تبارك و تعالى: وَ اَلسََّارِقُ وَ اَلسََّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمََا [1] و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

يقطع السارق في ربع دينار. و روي لا قطع إلاّ في عشرة و قال أيضا لا قطع في ثمر و لا كثر [2] . و روى جابر عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: ليس على المختلس و المنتهب و الخائن.

و أتى صفوان حضرة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم برجل قد سرق رداءه فأمر بقطعه قال صفوان أ تقطعه في ردائي؟قال: نعم. قال: قد تصدقت به عليه. قال: هلا قبل أن تأتيني به.

و أتى معاوية رضي اللّه عنه بسارق فأمر بقطعه فجاءته أمه و سألته أن يعفو عنه فقالت:

هو واحدي و كاسبي فقال إنّه حدّ من حدود اللّه تعالى لا نقدر على إبطاله. فقالت: اجعله بعض ذنوبك التي تستغفر اللّه منها فأمر بتخليته.

ردّ ذاعر بحيلة

أقبل واصل في رفقة فأحسوا بخوارج، فقال لأصحابه: دعوهم لي. فخرج إليهم فقالوا له: ما أنتم؟قال: مشركون مستجيرون بكم يا قوم. قالوا: قد أجرناكم. فقالوا:

علّمونا فعلّموهم الأحكام. فقال: إن اللّه تعالى يقول: وَ إِنْ أَحَدٌ مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ اِسْتَجََارَكَ فَأَجِرْهُ حَتََّى يَسْمَعَ كَلاََمَ اَللََّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ [3] فأبلغونا مأمنا. فقالوا: هذا لكم فساروا معهم حتى أبلغوهم. و كان الخوارج حين دخلوا الكوفة فانتهوا إلى أبي حنيفة رضي اللّه عنه فانتضوا سيوفهم، فقالوا: يا عدوّ اللّه ما أحد منا إلاّ و قتلك عنده أحب إليه من عبادة سبعين سنة قد جئناك بمسألتين إن أجبت عنهما و إلا أرقنا دمك. فقال: أنصفوني اغمدوا السيوف فإن بريقها يهولني، فأبوا. فقال: تكلموا. فقالوا: جنازتان على باب المسجد إحداهما جنازة شارب خمر شربها فمات فيها غرقا، و الأخرى جنازة زانية حبلت و شربت دواء فقتلت جنينها و ماتت. فقال: أ من النصارى كانا أم من اليهود؟قالوا: لا. قال: فمن أي الملل كانا؟قالوا: ممّن يشهد أن لا إله إلا اللّه و أن محمدا رسول اللّه. قال: فما يشهدان به أ من الكفر أم من الإيمان؟قالوا: من الإيمان. قال: أقول كما قال نوح عليه السلام في قوم كانوا أعظم جرما منهم، و ما علمي بما كانوا يعملون إن حسابهم إلا على ربّي. أو ما قال إبراهيم: فمن تبعني فإنه منّي و من عصاني فإنك غفور رحيم أو ما-قال عيسى: إن تعذبهم فإنهم عبادك و إن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم.

و أقول ما قال نبينا صلّى اللّه عليه و سلّم و لا أعلم الغيب و لا أقول أني ملك و لا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم اللّه خيرا اللّه أعلم بما في أنفسهم أني إذا لمن الظالمين. فألقى القوم


[1] القرآن الكريم: المائدة/41.

[2] الكثر: طلع النخل.

[3] القرآن الكريم: التوبة/6.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست