responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 210

و أسرق مال اللّه من كلّ فاجر # و ذي بطنة للطيّبات أكول‌

و قالوا: اللص أحسن حالا من الحاكم المرتشي، و القاضي الذي يأكل أموال اليتامى.

التجسير على التلصص‌

قال عثمان الخياط: جسّروا [1] صبيانكم على المحارجات‌ [2] و علّموهم الثقافة و أحضروهم ضرب الأمراء أصحاب الجرائم لئلا يجزعوا إذا ابتلوا بذلك و خذوهم برواية الأشعار من الفرسان و حدّثوهم بمناقب الفتيان و حال أهل السجون، و إياكم و النبيذ فإنها تورث الكظة [3] و تحدث الثقل و تدعو إلى البول و النوم و لا سيما بالليل و لا بد لصاحب هذه الصناعة من جراءة و حركة و فطنة و طمع، و ينبغي أن يخالط أهل الصلاح و لا يتزيّا بغير زيّه.

استعمال الظرف في التلصّص‌

حكي عن عثمان الخياط أنه إنما سمّي خياطا لأنه نقب على أحذق الناس و أبعدهم في صناعة التلصّص، و أخذ ما في بيته و خرج و سدّ النقب كأنه خاطه. فسمّي بذلك.

و حكي أنه قال: ما سرقت جارا و إن كان عدوا، و لا كريما، و لا كافأت غادرا بغدره.

و قال لأصحابه اضمنوا إليّ ثلاثا أضمن لكم السلامة. لا تسرقوا الجيران، و اتقوا الحرم و لا تكونوا أكثر من شريك مناصف، و إن كنتم أولى بما في أيديهم لكذبهم و غشّهم و تركهم إخراج الزكاة و جحودهم الودائع.

و خرج سليمان و كان من أجلد هذه العصابة ليلة بأصحابه إلى دار بعض الصيارفة فاختفوا فلما أرادوا الانصراف، قال بعض أصحابه: دعنا نقم على مفارق الطرق لنأخذ من بعض المارّة نفقة يومنا. فقال: على أن لا تبطشوا بهم فقالوا: و هل يفعل ذلك إلا الجبان.

فبينما هم كذلك إذ مرّ شاب ذو هيئة فلما قرب سلّم عليهم فردّ عليهم بعضهم السلام فقام إليه بعضهم فقال رئيسم دعه فإنّه سلّم ليسلم، و أجابه بعضكم فصار له ذمّة بذلك. قالوا:

فنخلي سبيله. قال: أخاف عليه غيركم ليذهب مع ثلاثة يوصلونه إلى منزله ففعلوا. فلما بلغ دفع لهم مالا و قال لأحوطنكم بمالي و جاهي لما عاملتموني به. فلما عادوا بالدراهم، قال رئيسهم: هذا أقبح من الأول تأخذون مالا على قضاء الذمام و الوفاء بالعهد لا أبرح أو تردّوا إليه المال، فقالوا: قد افتضحنا بالصبح فقال لئن نفتضح بالصبح خير من تضييع الذمام، و قال ما خنت و لا كذبت منذ تفتّيت‌ [4] .


[1] جسّروهم: جرّئوهم.

[2] المحارجات: المضايقات.

[3] الكظّة: ما يعتري الإنسان عند الامتلاء من الطعام.

[4] تفتيت: أي صرت من أصحاب الفتوّة أي الشباب، و الفتوّة صفة تطلق على الأحداث من اللصوص و شجعانهم.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست